قال الله تعالى: ﴿وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ﴾ صدق الله العظيم [الضحى ٥]في هذه الآية وعدٌ من الله يعمُ كل ما أعطاه لنبينا في الآخرة، وكل ما أعطاه في الدنيا من النصر والفتوح وكثرة المسلمين، ورفع الذكر.
ومن هذه العطاءات :
من هذا العطاء: أنّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عُرض عليه الفتوح التي تُفتح على أمته من بعده فأرضاه الله تعالى بذلك.
- ومن هذا العطاء العظيم: ما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص” أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنّه مني الآية)، (وقال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه، وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، أي: لن يخلد أحدٌ من المسلمين الموحدين في النار أبداً.
ومن العطاءات : كذلك ما جاء وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنّة؟ قلنا: نعم، قال: والّذي نفس محمّد بيده إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة، وذلك أنّ الجنّة لا يدخلها إلّا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشّرك إلّا كالشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو كالشّعرة السّوداء في جلد الثّور الأحمر) رواه البخاري.
ومن عطاء الله لأمّة النبي: ما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال { أعطيت خمسا ، لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا ، فأيَّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي المغانم ، ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة } .