من لا يحسن الاستماع لا يحسن الرد - Wrong hears wrong answer gives

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من الأمثال الشعبية الشائعة في الدول الأوروبية، بعضها عام يخص الشعب الغربي عموماً وبعضها الآخر خاص مثل تلك الأمثال التي تخص دولة بعينها وأبنائها، وهناك الكثير من الأمثال التي تناولت عبر الأجيال المتتالية وعبر العصور، ومن روائع الأمثال المشهورة المثل الإنجليزي الذي يقول: (Wrong hears wrong answer gives).

مضمون مثل “من لا يحسن الاستماع لا يحسن الرد”:

تُرجم هذا المثل إلى اللغة العربي، وقد أخذت به بعض المجتمعات العربية ضمن أمثالهم، وشرح الحكماء معنى المثل والمقصود منه، حيث تبين أنه لكي تستطيع أن تعطي إجابة صائبة وواضحة وصحيحة، لابد من أن تستمع إلى السؤال وتستوعبه بشكل جيد وتدرك المراد منه وتفهم معناه، حتى يتضح المغزى منه.

وجد في اللغة العربية مرداف للمثل الإنجليزي من التراث العربي، حيث تردد المثل القائل: (أساء سمعاً فأساء إجابة)، وورد في هذا المثل رواية بالفعل، وهي أنه كان سهيل بن عمرو ابن مضعوف يسير في الطريق، وفيه أثناء طريقه رآه شخصاً ما، فقال له: أين أمك؟ وكان يقصد بها أنه أين قصدك؟، فظن أنه يسأل عن أمه، فقال: ذهبت للطحن، فقال سهيل: أساء سمعاً فأساء إجابة، وأصبحت مثلاً يضرب لكل من أساء السمع والفهم، وتعجل في الرد والحكم والجواب.

العبرة من مثل “من لا يحسن الاستماع لا يحسن الرد”:

يعتبر بناء العلاقات بين الناس هو مفتاح النجاح، وأدب الاستماع وحسن الإنصات من أعظم ما يقوم ببناء العلاقات ويرسم طريق النجاح، فالإنصات إلى السؤال أو المشكلة كاملة هو أهم جزء من أجزاء الحل الصحيح، فيجب أن يكون الشخص يمتلك مهارة كسب القلوب وجذب الناس، كما أن الأحاديث مع الناس تساعد على جذبهم، والاستماع إلى أحاديثهم والتفاعل معها، يلعب دور كبير في بناء العلاقات معهم، ولكن من أجل استمرار العلاقات فيما بينهم؛ يجب على الشخص أن يحسن الاستماع إلى أحاديثهم بشكل متقن، حتى يكون قادر على حسن الإجابة الصحيحة.

فالإنسان الذي يمتلك مهارة الاستماع يظهر عليه من خلال ملامحه، إذ تشعر بمتابعته لك، فحسن الاستماع لا يكون فقط بسماع الناس لما يحبون، وإنما بإسماعهم أيضاً ما يحبون، كما أن فن الرد لدى الإنسان يعكس مدى ثقافته وشخصيته.


شارك المقالة: