اقرأ في هذا المقال
ليست رؤية المكتبة الرقميّة رؤية جديدة، وإنّما هي مجال تُحقّق التقدم فيه بفضل جهود جبارة تبناها كثيرون على مدى فترة زمنيّة قصيرة.ومع ذلك، فهنالك قليل من المؤلفين ممن تألقوا بسبب كتاباتهم التي أثارت حماس الأجيال اللاحقة.
ويُعد كل من فانيفار بوش (Vannevar Bush) ج.س.آر.ليكيلدر (J.C.R (Licklider من أبرز هؤلاء المؤلفين.
ففي يوليو من عام (1945) نشر بوش الذي كان مُديراً للمكتب الأمريكي للبحوث العلميّة والتطوير. مقالًا في مجلة (اتلانتيك مونثلي) بعنوان كما ينبغي لنا أنْ نُفكر (As we may think).
وقد كان هذا المقال بمثابة عرض موثّق للإمكانيّات التي يُمكن أن تُقدمها التقنية للباحثين عن جمعهم للمعلومات وتخزينها والتعرّف عليها واسترجاعها.
وقد ثبت اليوم صحة الكثير مما تنبأ به مُنذ خمسين عامًا. وفي سياق مقاله هذا علق بوش قائلاً: إن أساليبنا في نقل نتائج البحوث ومُراجعتها قديمة.
ولم تعُد الآن بالدقة الكافية لتلبية أهدافها، كما ناقش التطوّرات التقنيّة الحديثة. وإمكانيّة تطبيقها بشكل معقول في المُستقبل القريب. كما قدم مُلخّصًا لأحد الأساليب الفنيّة الذي أسماه ميمكس (Memex).
والمُمتع تاريخيّا أنّ تصميم الميمكس هذا اعتمد على أُسلوب استخدام التصوير الفوتوغرافي لاختزان المعلومات. حيث ظلّ الميكروفيلم ولعدة سنوات هو من أكثر التقنيات المُناسبة وغير المُكلفة لاختزان المعلومات.
وعلى الرغم من إشارة الكثيرين واستشهادهم ببوش على أنّه أول من كشف عن هذه الرؤية الجديدة للمكتبة. فإنّ ذلك تنقصه الصحة لأن مقالته اعتمدت على عمل أسبق منها نشر في ألمانيا قبل الحرب العالميّة الثانية.
ومع ذلك تظل أهمية مقالة بوش هذه باقية لعرضه الجيد للعلاقة بين المعلومات والبحث العلمي. ولرؤيته الثاقبة للإمكانات الكامنة للتقنيّة ومن الجدير بالذكر أن ّمجلة (اتلانتيك مونثلي) قد وضعت نسخة من هذا المقال على صفحتها عبر الإنترنت. ونُهيب بكُل من له اهتمام بالمكتبات والمعلومات العلميّة أن يقرأ هذ المقال.
وفي الستينيّات من القرن العشرين، كان ليكليدر واحدًا من الكثيرين بمعهد ماساشوسيتس للتقنية. ممن درسوا كيف يمكن للحوسبة الرقميّة أن تُحدث نقله في عالم المكتبات.
وللاهتمام الكبير الذي كان يوليه ليكليدر كرفيقه بوش. بالإنتاج الفكري في مجال العلوم فقد تكهّن بالعديد من التطوّرات التي ظهرت الآن في عالم الحوسبة الحديثة.
