كلمة الوطن صغيرة من حيث الحروف لكنها كبيرة وعميقة من حيث المضمون، فتضرب في قلب كل من يسمع بهذه الكلمة، ثلاثة حروف كفيلة بأن تستبد الحنين والشوق في وجدان الإنسان.
أحداث دارت حول هذا المثل:
كان هناك رجل يعمل في تهريب السلع الغذائية من بلد مجاور إلى بلده، لم يكن هدفه من التهريب أن يحصل على المال وإنما كان يشعر بالشفقة على أبناء بلده، خاصةً وأن هذا النوع من البضائع لا تتواجد بكثرة، وإن وجدت تكون غالية الثمن، فكان يهربها بثمن قليل. أصدرت الحكومة حكم بحقه وملاحقته وعقوبته بالسجن لاختراقه القوانين في البلد، لكنه بقي متخفياً عن عيونهم ولم يتمكنوا من إمساكه.
وفي ذات يوم كان مختبئاً في كهف في إحدى الجبال الموجودة على حدود بلده، حيث كان هناك رجل مصاب يتكلم بلهجةٍ قريبة من لهجته، فساعده وعالجه وتركه في الكهف، وذهب يبحث عن طعام إليه، وعندما عاد إلى البيت سمع من خلال المذياع أن الرجل المصاب في الكهف هو طيار صهيوني مجرم فار من الجنود، رجع إلى الكهف وسأله: هل أنت الرجل الصهيوني الذي سقطت طائرته؟ فقال: سأسلمك إلى الحكومة، فمن مثلك لا يستحق غير القتل، فأجابه: سأبلغ عنك كذلك ونُسجن سوياً.
استغل الطيار لحظة شرود الرجل وأراد أن يغدر به، فأدرك الرجل غدر الطيار فطرقه على رأسه سريعاً وأغماه، وسلمه إلى مركز الشرطة وقال له: هذا عدوكم وعدوي ولا أخاف ما سوف تفعلونه بي، إذا شئتم فادخلوني السجن، ولكن الأهم من ذلك هو وفائي لوطني.
بعدها قبّل رئيس المخفر جبينه وأطلق سراحه، ثم رجع الرجل بنقل البضائع الرخيصة لأبناء بلدته، حيث سُمح له بذلك رئيس المخفر، ولكن تحت أنظار الحكومة، فقد أثبت أنه رجل بطل قدم لوطنه خدمة لا تقدر بثمن، بإمساكه بالعدو الغدار الذي كان يحقد على بلده ولا يؤمن له جانب.
العبرة من المثل:
حب الوطن يطغى فوق أي حب في الوجود، فمن يرى وطنه وبلده فوق كل شيء، فيدافع عنه بنزاهة وشرف فإنه ينجى بقدرة الله من المخاطر، ويتولاه الله برحمته، فالشخص مهما صال وجال في جميع البلدان لن يرتاح وينام بسلام إلى في وطنه فهو بمثابة البيت والأمان.