تناول الأدب القديم شكلاً من أشكال الحضارة والتقدم وهو العمران والبناء الذي انتشر في الكثير من المناطق في الجاهلية، وكان العمران يتم بواسطة أدوات معينة سنتعرف عليها من خلال الشعر الجاهلي.
أبرز الحجارة المستعملة في البناء من خلال الشعر الجاهلي
1- حجر الرُّضَام: وهي حجارة ضخمة مربعة تصف فوق بعضها لتشكيل البناء وقد ورد في الكثير من أبيات الشعراء ومنهم لبيد بن ربيعة حيث أنشد:
وأصْبَحَ رَاسِيًا بِرُضَامِ دَهرٍ
وسَالَ بهِ الخَمائِلُ في الرّمَالِ
2- حجر الدِّن: شيَّد الجاهليين بيوتهم من حجر الدِّن وكانت تُظلل بالخُصف وتم ورودها في أبيات عدي بن زيد حيث أنشد:
بَيْتُ جُلُوفٍ بَارِدٌ ظِلُّهُ
فيه ظبِاءٌ ودوا خيلُ خُوصُ
3- حجر البراطيل: وهي مستطيلة الشكل صلبة تُصف فوق بعضها لبناء البيوت وذكرها عبدة بن الطيب مشبهًا فرسه بها لقوتها وصلابتها حيث أنشد:
إِذَا أُبِسَّ بهِ في الأَلْف بَزَّرَهُ
عُوجٌ مُرَكَّبةٌ فيها بَرَاطِيلُ
4- الأعبَل: حجارة كبيرة تتميز بلونها الأبيض تستعمل لبناء البيوت وورد ذكرها في قول الفَهْري الهَذلي:
وفزعت من غصنٍ تزعزعه الصبا
بثنية النقواء ذات الأعبلِ
5- حجر الكلس: عرف الجاهليون الكلس وشيدوا به عمرانِهم كما استخرجوا منه مادة تُطلى به الحجارة ووردت في قول المتلمس:
وتَبْني له جِيلانُ مِنْ نَحْتِها الصَّفا
قُصوراً تُعالى بالصَّفيح وتُكْلَسُ
7- الرخام: يُعد من أفخر أنواع الحجارة كان يستخدم في بناء القصور تُغطى به الجدران وأرضية العُرف وورد في أبيات حسان بن ثابت حيث أنشد:
نَشرَبُها صِرْفًا ومَمْزوجةً
ثُمَّ نُغّنِّي في بيوتِ الرُّخامْ
8- البلاط: نوع من الحجارة يُصف في أرضية البناء والغرف وخصوصًا في القصور وذُكر في العديد من المقطوعات الجاهلية رغم أنه من المواد الأعجمية وهذا يثبت اختلاط الجاهليين بغيرهم من الحضارات، وقد ورد في أبيات الأعشى في معرض وصفه حصن أنيق حيث أنشد:
يوازي كبيدات السماء ودونه
بلاط ودارات وكلس وخندق
