هانز المحظوظ (بالألمانية: Hans im Glück) هي قصةخرافية من أصل جرماني، سجلها الأخوان جريم. إنّها نوع Aarne-Thompson.
الشخصيات:
- هانز.
- صاحب الفرس.
- صاحب البقرة.
- صاحب الإوزة.
- صاحب الخنزير.
- صاحب المطحنة.
قصة هانز المحظوظ:
خدم هانز سيده سبع سنوات طويلة، وفي أحد الأيام فقال لسيده: لقد انتهى وقتي، وأتمنى أن أعود إلى المنزل لوالدتي، أعطني أجرتي إذا سمحت،أجاب السيد: لقد خدمتني بحق وأمانة، كما كان ينبغي و كذلك سوف تكون المكافأة على قدر خدمتك، وأعطى هانز قطعة من الذهب بحجم رأسه.
سحب هانز منديله، ولف قطعة من الذهب فيه ورماه على كتفه وعاد إلى المنزل، وبينما كان يسير في طريقه، ويتقدم نحو المنزل بفرح، التقى برجل يركض بسرعة على حصان جميل، فقال هانز، بصوت عالٍ: آه! يا له من حصان رائع للركوب! هناك تجلس بشكل مريح كما هو الحال على كرسي، وتجلس دون أن تؤذي الحجارة قدميك، وتحافظ على حذائك الجلدي، وتصل إلى نهاية رحلتك تقريبًا دون أن تعرف ذلك!
توقف الفارس الذي سمع هذا، وقال: مرحبا هانز، لماذا تمشي على الأقدام؟ فأجاب هانز: لأنّني مضطر أن أفعل ذلك، ولأنّه لدي هذه الكتلة الكبيرة لأحملها إلى المنزل، إنّه ذهب حقيقي كما تعلم؛ لكن على الرغم من ذلك، بالكاد يمكنني رفع رأسي فهو له وزن بشكل رهيب على كتفي
بعدما سمع الفارس ذلك قال: سأخبرك بشئ، سنتبادل فقط حيث سأعطيك حصاني وتعطيني مقطوعة من الذهب، قال هانز: من كل قلبي! لكنّي أحذرك، سيكون لديك وظيفة للقيام بذلك، ثمّ ترجل الفارس وأخذ الذهب وساعد هانزعلى الصعود وأعطاه اللجام في يده، وقال: إذا كنت تريده أن يذهب بأقصى سرعة، فعليك أن تقرقع بلسانك وتبكي أو تصرخ! كان هانز سعيدًا للغاية، حيث جلس على حصانه وركب بفرح.
بعد فترة من ركوب الحصان، أراد هانز الذهاب بشكل أسرع للمنزل، لذلك بدأ يطقطق بلسانه ويصرخ للحصان ما أخبره صاحب الحصان! وهو يقول: هيا! عندها أسرع الحصان بشدة، ولم يستطع هانز السيطرة عليه حتى أنّه ألقاه مرة واحدة في حفرة تقسم الطريق السريع من الحقول، وهناك وجد هانس نفسه مستلقياً على الأرض، ثمّ كان الحصان سيهرب لو لم يوقفه أحد الفلاحين الذي جاء على طول الطريق وهو يقود بقرته أمامه.
شدّ الفلاح هانز نفسه ووقف على ساقيه مرة أخرى، لقد شعر بالإحباط الشديد، وقال للفلاح: إنها مزحة سيئة عند ركوب الحصان، خاصة عندما يعتمد المرء على مثل هذا الغاشم، الذي يركل ويرمي من يركبه حتى يقترب من كسر رقبة المرء، ثمّ تابع: الآن، هناك منطق أكثر لو كان لدي بقرة مثل بقرتك، حيث يمكنك المشي خلفها بسلام وهدوء، إلى جانب تناول الزبدة والحليب والجبن كل صباح بالتأكيد، ماذا لوأعطيتني مثل هذه البقرة مقابل الحصان؟
قال الفلاح: حسنًا، إذا كان ذلك يمنحك الكثير من المتعة ويجعلك سعيداً، فسوف أستبدل بقرتي بحصانك، وافق هانز بسرور، وركب الفلاح على الحصان وانطلق بسرعة، ثمّ قاد هانز البقرة بسلام، مفكرًا في نفسه: يا الهي كم أنا لرجل محظوظ! لا بد لي من الحصول على القليل من الخبز وهذا ليس بالأمر الصعب وبعد ذلك، بقدر ما أحب، كما يمكنني تناول الزبدة والجبن معها، وإذا شعرت بالعطش ، فأنا أحلب بقري وأشرب، ما الذي يمكن أن أرغب فيه أكثر من ذلك؟
وعندما جاء إلى أحد النزل توقف، وفي فرحه الكبير أكل كل الطعام الذي كان معه على الفور، ثمّ اشترى لنفسه قليلاً من الطعام والخبز والشراب لتكون مؤونته في رحلته ثم قاد بقرته نحو قرية والدته، وفي صباح اليوم التالي انطلق هانز ليكمل طريقه حيث ازدادت حدة الحرارة، ووجد هانز نفسه في حقل يبلغ طوله ثلاثة أميال، ثم شعر بالحر لدرجة أنّ لسانه جف من العطش.
اعتقد هانز أنّه سيتم حلّ هذا قريبًا، وهو يقول: ما عليَّ إلّا أن أحلب بقرتي وأشرب الحليب وأنعش نفسي، ثمّ ربط البقرة بشجرة يابسة، ولأنّه لم يكن لديه إبريق فقد وضع قبعته الجلدية تحتها، ولكن على الرّغم من كل محاولاته لم يكن من الممكن الحصول على قطرة من الحليب، واستمر بالمحاولة بشكل أخرق لدرجة أن البقرة التي نفد صبرها أعطته ركلة قوية بساقها الخلفية لدرجة أنه تعرض للدوار وأصيب بالإغماء، ولم يعرف مكانه لفترة طويلة.
لحسن الحظ، جاء جزار في ذلك الوقت فقط وهو يقود خنزيرًا صغيرًا في عربة، ثمّ قال: أي نوع من المزاح هذا؟وساعد هانز على النهوض، وبعدما أخبره هانز بما حدث، مررّ له الجزار زجاجته وقال: هيّا، اشرب وأحيي نفسك تلك البقرة لن تعطي الحليب أبدا، إنها حيوان عجوز وفي أفضل الأحوال، تصلح فقط للمحراث أو الجزار.
قال هانز وهو يمرر أصابعه من خلال شعره: أوه! من كان يظن ذلك؟ لا بأس بالفعل عندما يمكنك ذبح مثل هذا الوحش في منزلك، فأنا لا أفكر كثيرًا في لحم البقر، إنه ليس رقيقًا بدرجة كافية ولكنّ الآن ، إذا كان لأحدهم خنزير صغير! سيكون ذلك مختلفًا تمامًا، حيث يمكنه جري بالعربة دون أي تعب!
قال الجزار: من أجل ذلك، سأتبادل معك وأدعك تحصل على خنزيري مقابل بقرتك، قال هانز: آمل أن تكافئ السماء لطفك! وأعطاه البقرة على الفور، ثمّ فك الرجل قيد الخنزير من عربة اليد، وأعطى الحبل الذي كان مربوطًا به في يد هانز، ثمّ سار هانز في طريقه مفكرًا: يا لي من رجل محظوظ، بمجرد حدوث أي خطأ، يظهر شخص وكل شيء يكون على ما يرام مرّة أخرى.
في ذلك الوقت، جاء شاب يحمل أوزة بيضاء تحت ذراعه، وبدأ هانز في الحديث عن حظه وكيف كان دائمًا أفضل في تبادله، ثمّ أخبره الشاب أنه سيأخذ الأوزة إلى عيد التعميد ثمّ تابع ممسكًا بها من الأجنحة وقال: فقط امسكها واشعر بثقلها فقد تم تسمينه لمدّة ثمانية أسابيع فقط، ستكون وجبة كبيرة شهية عندما تحمص.
قال هانز، وهو يزنها بيده: نعم، إنها ثقيلة بالتأكيد لكن خنزيري ليس بأيّ حال من الأحوال رخيص أو قليل الشأن، وفي هذه الأثناء كان الصبي ينظر بتمعن ويهز رأسه ثمّ قال: اسمع، لا أعتقد أن الأمر على ما يرام بشأن خنزيرك، هناك في القرية التي مررت بها للتو، سرق أحدهم مؤخرًا من القاضي نفسه، أخشى أنّه سيعتقد أنّه الخنزيرالذي لديك لقد أرسلوا الناس لبحث عنه، وسيكون مصيركا سيئًا إذا وجدوك مع الخنزير، أقل ما سيفعلونه هو إلقاؤك في السجن.
أصبح هانز محبطًا ثمّ صرخ: للأسف، ساعدني في حاجتي! أنت تعرف طريقك إلى هنا أفضل مني، خذ خنزيري ثم أعطني إوزتك، فقال الشاب: سأواجه مخاطر كبيرة، لكن على الأقل سأمنعك من الوقوع في المشاكل ثمّ أخذ الحبل في يده وقاد الخنزير بسرعة بعيدًا في طريق جانبي، وذهب هانز مرتاحًا نحو المنزل، مع الإوزة تحت ذراعه.
وكان يقول لنفسه: يا لي من رجل محظوظ ! أولاً، سأحصل على تحميص جيد للإوزة وثمّ الريش الأبيض الرائع الذي أحشو به وسادتي الذي سيجعلني أنام دون هزاز، كم ستكون والدتي سعيدة!وبعد السير طويلاً وصل إلى القرية، وقف في الشارع حين رأى طحاناً يغني لمطحنته حيث ظل هانز واقفًا يراقبه مطولاً، ثمّ قال: لابدّ أنّك تبلي بلاءً حسنًا لأنّك سعيد جدًا بالطحن.
قال الطحان: العمل بالطحن يجلب الذهب حيث تجعلك كلما وضعت يدك في جيبك تجد المال هناك، ولكن من أين اشتريت تلك الإوزة الجميلة؟ فقال هانز: لم أشتريها ، لكني استبدلتها بخنزير، والخنزير حصلت عليه مقابل بقرة، والبقرة حصلت عليها مقابل حصان، والحصان بالنسبة لي أعطيت قطعة من الذهب بحجم رأسي مقابله، والذهب كان هو جائزتي لسبع سنوات من الخدمة.
قال الطحان: بالتأكيد لقد قمت بعمل جيد لنفسك في كل مرة، لو كنت حافظت على المال في جيبك فقط في كل مرة لكانت ثروتك الآن كبيرة، قال هانز: كيف أبدأ في ذلك؟ فقال الطحان: يجب أن تصبح طحان مثلي، كل ما تريده هو حجر شحذ: الباقي يأتي لوحده، وأنا لدي واحداً تالفاً قليلاً بالفعل، لكنني لن أطلب شيئًا مقابله أكثرمن إوزتك، ما رأيك بذلك ؟
أجاب هانز: كيف يمكنك أن تسألني؟ سأكون أسعد رجل على وجه الأرض، إذا كان لدي المال بقدر ما أستطيع في جيبي، فما الذي يجب أن أهتم به أيضًا؟ وسلم الإوزة وأخذ حجر الشحذ، قال الطحان وهو يرفع حجرًا ثقيلًا عاديًا كان بجانبه: هناك لديك حجر كبير، خذه وارفعه بعناية، ثمّ رفع هانز الحجر الثقيل وسار بقلب سعيد وعيناه تلمعان بسرور.
ثمّ صرخ: لابد أنّي ولدت محظوظًا، كل ما أريده يأتي إلي، كما لو كان طفل الأحد وفي هذه الأثناء، بعد أن كان على رجليه منذ الفجر، بدأ يشعر بالتعب بالإضافة إلى ذلك، كان يتعذب من الجوع لأنّه ضيع كل ما يمكن أكله بتبادل البقرة والإوزة، ثمّ مضى قدمًا وهو يعاني مشاكل كبيرة وكان يتوقف كل دقيقة حتى الحجارة الشحذ الثقيلة سحقت قدميه بشكل رهيب، ثم لم يستطع إخفاء الفكرة عن نفسه: كم من الجميل الآن ألّا يكون لديك شيء لتحمله وتمنى لو يتخلص من الحجارة!
مثل الحلزون، توقف بجانب جدول ماء راغبًا في الراحة والاستمتاع بالماء منعش، وحتى لا يفسد الحجارة التي أخذها من الطحان وضعها بعناية على الأرض، واحدة بجانب الأخرى وانحنى للشرب، ولكن عن طريق الصدفة قام بدفعهم قليلاً وتناثر الحجران، عندما رآهم يغرقون في أعماق البئرقفز هانز بفرح ، وركع على ركبتيه وشكر الله، والدموع في عينيه على أنّه أظهر له هذه النعمة، ودون أن يزعجه أن يفكر فيما يجب فعله بالحجارة، فقد غرقت الحجارة الثقيلة التي كانت ستشكل عائقًا أمامه.
صرخ: لا يوجد رجل تحت الشمس، محظوظ مثلي وبقلب مشرق وخالٍ من كل هم، قفز في طريقه حتى وصل المنزل عند والدته.