الطباعة في لبنان

اقرأ في هذا المقال


الطباعة في لبنان:

تُعتبر لبنان أول بلد عربي عرف الطباعة والمطابع، فقد أدَّى التنافس بين رجال الدين المسيحي دورًا هامَّاً في انتشار الطباعة في لبنان. وقد تسابقوا هؤلاء في اقتناء المطابع لنشر الكتب الدينيّة ونشر التعاليم المسيحيّة. ففي دير قزحيا في جنوبيّ طرابلُس، أُنشئت أول مطبعة في الوطن العربي في بداية القرن السابع عشر.وكانت تطبع باللغة السريانيّة وكان أول ما طبعته كتاب”المزامير” في عام(1610). إلَّا أنَّها واجهت انتكاسة مُبكرة لم تُعرف أسبابها.
أمّا أول مطبعة بالعربيّة، فكانت مطبعة دير مار يوحنا الصَّايغ، التي أنشأها فنان بارع في الصياغة والسَّبك والحفر والتصوير والكتابة وهو الشمّاس عبد الله الزاخر الذي وُلد في مدينة حماة بسورية، وقد بقيت هذه المطبعة تعمل بصورة مُنتظمة حتى عام(1734). لكنَّها تراجعت بعد وفاة مؤسّسها في عام(1847).


وكانت أول مطبعة في بيروت مطبعة القدس جاو رجيوس التي أسَّسها الشيخ يونس نقولا الجبيلي في سنة(1751). لخدمة الطائفة الروميّة والأرثوذكسية غير أنَّها لم تُعمّر طويلًا وبقيت بيروت بدون مطبعة حتى عام(1834ميلادي). إلى أن أسَّسَ المُبشّرون الأمريكيون ثاني مطبعة في بيروت.


فكانت أول مطبعة تسبك الحروف العربيّة المشكلة وكان أول ما طبعته مجموعة من الكتب عن التعليم المسيحي ومبادئ النحو للشيخ ناصيف اليازجي. وقد ساعدت هذه المطبعة في نشر بعض الصُّحف والمجلات.


وفي عام(1817ميلادي) أُنشئت المطبعة الكاثوليكية في بيروت، ثمَّ تعدَّدت المطابع وانتشرت في مختلف أرجاء لبنان. كالطباعة السورية التي أنشأها خليل الخوري عام(1857)، والمطبعة العموميّة التي أنشأها يوسف الشلفون سنة(1861ميلادي). والمطبعة الوطنيّة التي أُنشئت عام(1865)ومطبعة المعارف التي أُنشئت عام(1867).


وقد كثرت المطابع وتنوعت في لبنان واستمر بعضها كما توقَّف البعض الآخر وفي بداية القرن العشرين بلغ عدد المطابع في بيروت ستَّ عشرة مطبعة عدا المطابع الثانويّة وقد استمرت المطابع في لبنان بالازدهار بفضل النشاط الثقافي والاقتصادي والسياسي. وبفضل ضمان حرية النشر، تُعتبر لبنان حتى الآن من أهم مراكز النشر في الوطن العربي.

وقد أدَّى انتشار الطباعة في البلاد العربيّة دورًا هامًا وبارزًا في نشر الوعي وفتح الطُّرق أمام الاتصال والاطلاع على الثقافات العالميّة. فلم يمضِ قرن من الزَّمان على معرفة العرب للطباعة وآلاتها حتى انتشرت عشرات المطابع في مُختلف أرجاء الوطن العربي.


شارك المقالة: