هناك يؤلمه الحذاء - There the shoe hurts

اقرأ في هذا المقال


اشتهرت الأجيال والحكماء والعلماء والأجيال القديمة بسرد الأمثال، فكانوا يضربوان الأمثال من أجل البيان وأخذ الحكمة؛ فهي كانت تعبر عن واقع الحياة لديهم، حيث كانت أغلب مستمداتها من الأحداث الدائرة في مجتمعاتهم وتعبر تعبيراً صادقاً، كما كانت تعبر عن تاريخهم وكل ما يتعلق به، وكما تطرق لوصف الحالات الواقعية التي كان يمر بها الأشخاص؛ لإعطاء العبرة منها وتفادي الناس وتجنبهم لها في أيامهم القادمة.

مضمون مثل “هناك يؤلمه الحذاء”:

في كثير من الأحيان يبدو الإنسان من الخارج وكأنه بخير، في حين أنه قد يكون مليئاً بالآلام والأوجاع من الداخل، وحينما ينظر إليه الآخرون لا يشعرون بما يشعر به ذلك الشخص أو ما يحمله من آلام، فيرونه بخير دائماً، ولقد تطرقت الأمثال الشعبية عن تلك الحالة الإنسانية من خلال مجموعات من الأمثلة التي تحدثت عن هذا المعنى بطرق متنوعة ومختلفة.

هناك يؤلمه الحذاء؛ هو مثل شعبي خرج من المجتمع الإسباني، حيث كان يقال في اللغة الإسبانية “Ahi le aprieta el zapato”، وقد كان لهذا المثل قصة قشتالية مشهورة عرف من خلالها.

قصة مثل “هناك يؤلمه الحذاء”:

يقال في قصة هذا المثل في إحدى المجتمعات الإسبانية، كان هناك رجل يصنع الأحذية قد ذهب إلى الكاهن بعد أن ضاقت عليه حاله مع زوجته؛ من أجل أن يشكو للكاهن عن سوء علاقته بزوجته الذي كان يريد الانفصال عنها.

عندما استمع الكاهن إلى شكواه، أخذ يعدد له الصفات الحسنة الموجودة في زوجته بقوله “إنها جميلة؛ إنها طباخة ماهرة، وأشاد بصفاتها الحسنة في البداية، فقام صانع الأحذية بعدها بسؤال الكاهن قائلاً: كيف يبدو هذا الحذاء؟، فرد عليه الكاهن: يبدو أن الحذاء شكله جميل، بالإضافة إلى أنه مصنوع من الجلد الأصلي والجيد، وكما يبدو أنه مريح.

حينها رد عليه صانع الأحذية: هذا صحيح يا أبي، ولكن لا يمكنك أن تعلم كم يؤلمني هذا الحذاء، فهو كما يبدو للناظر أنه من أجود أنواع الأحذية المصنوعة، لكنه يسبب لي من الألم ما لم يدركه أي أحد، ومنذ ذلك الوقت، حينها استطاع الكاهن أن يوصل فكرة إلى ذلك الرجل، وهي أنه ليس كل ما نراه جميل وحسن يكن مريحاً أو من السهل العيش معه، ومنذ لك الوقت تم استخدام هذا المثل.

العبرة من مثل “هناك يؤلمه الحذاء”:

قيل المثل من أجل التعبير عن الألم ونقاط الضعف التي يواجهها الإنسان في حياته، وكما وضح المثل مدى الضرر والأذى الذي قد يقع على عاتق الإنسان من أشياء تبدو للآخرين في ظاهرها مريحة وجميلة، إلى أنها في حقيقة الأمر تكون عكس ذلك تماماً بالنسبة لبعض الأشخاص، وكما أنه كان هناك مثل مرادف ومشابه لهذا المثل جداً يقول: “أنا أعلم أين يؤلمني الحذاء”، وقد قيل أيضاً للتعبير عن نفس المعنى.


شارك المقالة: