الآية:
(وَٱجۡعَل لِّی وَزِیرࣰا مِّنۡ أَهۡلِی (٢٩) هَـٰرُونَ أَخِی (٣٠) ٱشۡدُدۡ بِهِۦۤ أَزۡرِی (٣١) وَأَشۡرِكۡهُ فِیۤ أَمۡرِی (٣٢) كَیۡ نُسَبِّحَكَ كَثِیرࣰا (٣٣) وَنَذۡكُرَكَ كَثِیرًا (٣٤) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِیرࣰا (٣٥)﴾
(وَٱجۡعَل لِّی وَزِیرࣰا مِّنۡ أَهۡلِی) أي معيناً، ويؤازرني، وسأل موسى ربّه أن يكون ذلك الوزير من أهله؛ لأنّه من باب البر، ومن باب البر، وأحق الناس ببر الانسان من الإنسان قرابته، ثم بعد ذلك عينه بسؤاله، فقال (هَـٰرُونَ أَخِی (٣٠) ٱشۡدُدۡ بِهِۦۤ أَزۡرِی ) أي قوِّني وشدَّ ظهري به.
(وَأَشۡرِكۡهُ فِیۤ أَمۡرِی) أي: في النبوة بأن تجعله نبياً رسولاً كما جعلتني، فأجاب الله دعاءه، وقال (قَالَ قَدۡ أُوتِیتَ سُؤۡلَكَ یَـٰمُوسَىٰ) وقال في آية اخرى ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ ﴾ [القصص ٣٥].
ففي هذه الآية إحسان من سيدنا موسى لأخيه هارون- عليهما السلام- ورغبة منه أن يشترك معه أخوه في تبليغ الدعوة والرسالة وإيصال الخير للناس ، وكذلك التعاون على البر والتقوى
ولا شك أنّ الإشتراك بفعل الخير من أعظم أسباب الأجر الثواب، ونيل المراد، لما في ذلك الأمر من قوة، وشد الأزر وهذا ما حصل لسيدنا موسى عليه السلام – ولهذا قال بعض العلماء :أنّ هذه أعظم شفاعة في تاريخ البشرية، فهذا هو معنى الآية.