الآية
﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّی بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِیمُوا۟ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف ٢٩]
هذه الآية من إطلاق الخاص بعد العام، فإنّ الدعاء من أبواب العبادة وأنواعها، وهو الخضوع للباري- جل وعلا- مع إظهار الافتقار والاستكانة له، وهو المقصود من العبادة، والعمدة فيها.
وإنّما شبّه الإعادة بالابتداء تقريراً لإمكانها، فإنّ من قدر على الإنشاء قدر على الإعادة، إذ ليس بعثكم أشد من ابتداء خلقكم، ثم أمركم بالاستقامة في عبادته في محالها، وهي متابعة المرسلين المؤيدين بالمعجزات فيما أخبروا به عن الله تعالى، وما جاؤوا به من الشرائع.
وبالإخلاص له في طاعته، فإنه سبحانه لا يتقبل العمل حتى يجمع هذين الركنين: صواباً وموافقاً للشريعة، وأن يكون خالصاً من الشرك (كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ).
قال مجاهد: يُحييكم بعد موتكم.
وقال الحسن البصري: كما بدأكم في الدنيا، كذلك تعودون يوم القيامة أحياء.
قال قتادة: بدأ فخلقهم ولم يكونوا شيئاً، ثم ذهبوا، ثم يعيدهم.
وقال ابن أسلم: كما بدأكم أولاً، يعيدكم آخراً.
وقال بعض السّلف: قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا تحصيه مع كثرة ما نعصيه: فلا ندري أيهما نشكر أجميل ما ينشر، أقبيح ما يستر.