واسجد واقترب

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب ﴾ [العلق ١٩]

الآية الكريمة هي أول سورة نزلت من كتاب الله تعالى – وهي سورة العلق- هي محط رحال العبد في سيره إلى الله تعالى، وهي قوله تعالى (وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب).

أولاً: هذه الآية نزلت في أمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما هدده أبو جهل بقوله: لئن رأيت محمداً يصلي لاطمأن عنقه فقال الله تعالى ﴿كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب ﴾ والآية توجه النبي صلى الله عليه: لا تلتفت إلى نهيه لك عن عبادة ربك (وَٱسۡجُدۡ) لربك بصلاتك له.

ثانياً: السورة افتتحت ب (ٱقۡرَأۡ) واختتمت بالعمل؛ ليدل على أن العلم الصحيح هو ما تبعه العمل، وفي الآية تخصيص السجود دون الصلاة في السورة؛ ذلك أنّه سرّ الصلاة والركن الأعظم فيها، ولكونه محط رحل المصلي الواقف بين يدي ربه.

(وَٱقۡتَرِب) عناية من الله لنبيه ولكل مؤمن وأي عناية، إنّها نداء بالقرب منه والتقرب إليه، إنّها كلمة وأي كلمة تختصر المسافات الطويلة بينك وبين الله تعالى لتصلك به مباشرة.

تضمنت هذه الكلمة معنيين: معنى القرب إلى الله تعالى بالطاعات، ومتى القرب من الله منزلة وفضلاً، وهما متلازمان فالتقرب إلى الله تعالى سبيل للقرب منه منزلة وفضلاً.

قال البهوتي: “والسجود غاية التواضع؛ لما فيه من وضع الجبة، وهي أشرف الأعضاء على مواطىء الأقدام؛ ولهذا كان أفضل من الركوع”.

المصدر: تفسير الطبري - الطبري شرح منتهى الارادت - البهوتي ثلاثون مجلسا في التدبر- اللجنة العلمية في مركز تدبر


شارك المقالة: