الآية
﴿وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [يس ٢٠]]
الدعوة إلى الله تعالى من أشرف المقامات التي يوفق الله لها من شاء عباده؛ فالداعية متقلد لوظيفة الأنبياء، ومتشبه بهم، وتابع لهم، قال تعالى عن نبيه ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا وَدَاعِیًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجࣰا مُّنِیرࣰ﴾ [الأحزاب ٤٥] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى الله، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً”
ومن النماذج الرائعة في الدعوة إلى الله تعالى: ما قصه الله تعالى في سورة يس، تلك القصة التي عرفت عند المفسرين بقصة حبيب النجار، وهي قصة تستحق التوقف عندها وأخذ العبر منها.
وملخص القصة : أنّ الله بعث إلى مدينة أنطاكية رسولين، فكذبهم قومهم فأيدهم الله بثالث، وحصلت بينهم محاورات كثيرة لدعوتهم فكانوا لا يزدادون إلّا عناداً واستكباراً، وهنا جاء دور صاحبنا حبيب، حيث قام بعدة أمور منها:
- المبادرة بالدعوة والمشاركة بنفسه.
- حبيب وظيفته النجارة، فهو لا مال له ولا جاه، ومع هذا لم يمنعه ذلك من الدعوة.
- حبيب مشغول بالنجارة وليس في طلب العلم مع ذلك شارك في الدعوة.
- لم يمنع حبيب الفقر من الدعوة إلى الله .
- ليس المهم من أنت، ولكن ماذا قدمت.