تعج قصائد الجاهلية بالكثير من الحيوانات التي وصفوها وقد حظي الذئب بنسبة كبيرة من الأبيات وكان الموضوع الرئيسي في البعض منها.
الذئب وتجلياته في الشعر الجاهلي
1- ذئب امرؤ القيس: يصف لنا الشاعر رحلة قام بها في الصحراء والتقى فيها بذئبٍ وصوره وكأنه منبوذ تخلى عنه أهله، وكان هذا الذئب يطمع أن يجود عليه ويطعمه لكن الأديب يشكو له الفقر وأنه يعاني نفس معاناة الذئب ومن أبياته في ذلك:
وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ
بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّل
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَا
قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَوَّلِ
2- ذئب تأبط شرًا: وصف لنا الشاعر الذئب بأبياتٍ تشبه ما نظمه امرؤ القيس مع تغيير بعض الكلمات، وقصَّ الأديب أحداث رحلته واصفًا الذئب الذي ظل يتبعه من شدة الجوع لكن تأبط شرًا ألقى له حذائه فظنه الذئب غنيمة فأخذه وابتعد به ومن أبياته في هذا:
وَوادٍ كجَوْفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ
بهِ الذئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّل
ولمَّا أَضأْنا النَّارَ عِنْدَ شِوائِنا
عَرانا عليها أَطْلَسُ اللَّونِ بائِسُ
نَبَذْتُ إليهِ حُزَّةً من شِوائِنا
حَياءً ومَا فُحْشِي عَلى مَنْ أُجالِسُ
4- ذئب الشنفرى: صور لنا الشاعر نفسه التي تشبه الذئب الذي يتنقل في الصحراء بحثًا عن الطعام وعندما يتعب من ذلك يلجأ إلى العواء، وترد عليه باقي الذئاب التي تعاني مثله من الجوع ويحسد الشاعر الذئب لأنه يجد من يشاركه ألمه ومن أبياته في هذا:
ولي دونكم أهلون سيدٌ عملسٌ
و أرقط زهلولٌ و عرفاء جيأل
هم الأهل لا مستودع السر ذائعٌ
لديهم و لا الجاني بما جر يخذل