اقرأ في هذا المقال
تُعد الناقة عند أهل المشرق من الأساسيات ولا يمكنهم التخلي عنها، وهي الرفيق الدائم لهم في حلهم وترحالهم، وفي هذا المقال سنوضح صورة الناقة في الكلام المنظوم الجاهلي.
صفات الناقة الحسية من خلال الشعر الجاهلي
1- السرعة والقوة: صور رواد الأدب القدامى سرعة الناقة وقوتها ومدى تحملها الصعاب في الصحراء وعلى ذلك خط امرؤ القيس:
تُقَطِّعُ غيطاناً كَأَنَّ مُتونَها
إِذا أَظهَرَت تُكسي مُلاءً مُنَشَّرا
بَعيدَةُ بَينَ المَنكِبَينِ كَأَنَّما
تَرى عِندَ مَجرى الضَفرِ هِرّاً مُشَجَّرا
2- وصف جسم الناقة بدقة متناهية: تعمق رواد الكلام المنظوم في الناقة وتوجهوا إلى وصفها بأسلوب حسي، ويذكر تفاصيل جسدها من جمال عيونها وأذنها لقدرتها على سماع أخف الأصوات وغير ذلك وعلى هذا ردد طرفة بن العبد:
أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ
جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ
3- نعت مدى صبرها لمشاق الترحال وما يواجهها في هذه البيئة القاسية وعليه صور الأعشى ناقته ونشاطها وصبرها رغم الصعاب التي تمر بها:
وَبَيداءَ قَفرٍ كَبُردِ السَديرِ
مَشارِبُها دائِراتٌ أُجُن
قَطَعتُ إِذا خَبَّ رَيعانُها
بِدَوسَرَةٍ جَسرَةٍ كَالفَدَن
بِحَقَّتِها حُبِسَت في اللَجي
نِ حَتّى السَديسُ لَها قَد أَسَن
4- نعت الناقة وهي واقفة في ديار المحبوبة ومثال ذلك ما ردده عنترة بن شداد:
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
تَأوي لَهُ قُلُصُ النَعامِ كَما أَوَت
حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لِأَعجَمَ طِمطِمِ
أهم مميزات شعر وصف الناقة في العصر الجاهلي
1- جزالة اللغة وصعوبتها: تميزت المفردات المستخدمة في وصف الناقة بالخشونة وصعوبة فهمها ونلحظ أن أكثر من يتداول هذه الألفاظ هم الأخصائيين بذلك.
2- تشابه الصور والوصوف: نرى أن المتلقي لا يستطيع تمييز ملامح ناقة نفرد بها أديب معين ولم تذكر عند غيره، فنلاحظ أن أنماطهم فيها متقاربة لا تغيير فيها.