تعلق طرفة بن العبد بناقتِه التي توجه إلى وصفها في الكثير من مقطوعاته كما احتلت مساحة واسعة من معلقته ذاكرًا صفاته موضحًا علاقته بها.
أوصاف الناقة في شعر طرفة بن العبد
1- النشاط والسرعة: صور طرفة بن العبد نشاط ناقته وخصوصًا وقت ركوبها بالعديد من الأبيات حيث وصف لنا همتها العالية المتواصلة ليلاً ونهارًا والشاهد على هذا قوله:
وإني لأمضي الهمَّ عند احتضاره
بعوجاء مرقالٍ تروح وتغتدي
2- قدرتها العظيمة وتغلبها على أسرع الأبل وأفضلها كما أنها تمتلك حوافر وقوائم تعينها على المسير ليس في الصحراء فقط إنما أيضًا المضي في الطريق المعبد والشاهد عليه قوله:
تُباري عتاقًا ناجياتٍ واتبعت
وَظيفًا وَظيفًا فوق مَورٍ مُعبَّدِ
3- وصف جسمها وامتلائها باللحم وكيف أضفى عليها هذه الشيء جمالاً ومظهر خارجي رائع ومما نظمه في هذا:
جماليَّةٍ وجناء تردي كأنها
سفنَّجةٌ تبري لأزعر أربد
4- الوفاء وإخلاصها لصاحبها وصورها وهي مطيعة له تجيبه وقت استدعائها وأنشد في هذا:
تريعُ إلى صوت المُهيب وتتَّقي
بذي خُصلٍ روعات أَكلفَ مُبلدِ
5- وصف قوائم ناقته وكيف تمتلئ باللحم مما أعطاها ضخامة دفعته إلى تشبيهها بالبابِ العظيم الضخم حيث أنشد:
لها فخذان أُكمِلَ النحضُ فيهما
كأنَّهما بابا مُنيف مُمَرَّدِ
6- وصف طرفة بن العبد تمايل ناقته أثناء مسيرها وتبختُرها وكأنها قينة تتراقص وذنبها الطويل كأنه ثوب لهذه القينة ومما نظمه في هذا:
فذالت كما ذالت وليدةُ مجلس
تُري رَبَّها أذيال سَحلٍ مُمَدَّدِ
خصائص شعر وصف الناقة عند طرفة بن العبد
1- بناء المقطوعة: تميزت أبيات طرفة بن العبد باللغة المطواعةِ واللينه حيث منحته فرصة رسم أروع الصور لناقته.
2- توجه طرفة إلى استعمال الأسلوب النفسي بجميع أنماطه والإكثار من التراكيب الخبرية وهدفه من هذا إسناد السمات الجيدة لناقته.
3- الإسهاب في استخدام الصور الشعرية التي كان لها أثر في نفس المُتلقي والتي تتمثل بالاستعارة والكناية وغيرها ومن خلالها استطاع طرفة من إظهار مشاعر تجاه ناقته.
4- استخدام المفردات البدوية الصحراوية التي ساعدته في وصف ناقته.