يوم الدين: هو يوم الجزاء، لأنّ كل عبدٍ يُدان بعمله، واسمه يوم الدين، ويوم الجزاء والحساب والثواب، يُجازي المُحسن بإحسانه، ويجازى المسيء بإساءته.
قوله تعالى: (فَذَ ٰلِكَ ٱلَّذِی یَدُعُّ ٱلۡیَتِیمَ (٢)) صدق الله العظيم، (يدعُ) أي يدفع ويظلم ويطرد اليتيم.
قوله تعالى: (وَلَا یَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ (٣)) صدق الله العظيم، أي لا يطعم الفقراء ولا يطعم المساكين، ولا يساعد المحتاجين لقساوة قلبه، كذلك لا يأمر غيره ولا يحض، وهذا عكس صفات المؤمن، فالمؤمن دال على الخير، ومحب للخير.
ويدل ذلك جاء عن أنس بن مالك أنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال إن الدال على الخير كفاعله.
وجاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم فى حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل).
تعريف المسكين:
المسكين: هو الذي أسكنته الحاجة حتى سكن في الأرض، ولذلك سُمي المسكين مسكيناً لأنّه أُسكن الى التراب فصار منكسراً، لكثرة حاجاته ولعدم استطاعته لقضائها كأنّه جلسَ على الأرض ساكناً، قال تعالى: ﴿أَوۡ مِسۡكِینࣰا ذَا مَتۡرَبَةࣲ﴾ صدق الله العظيم[البلد ١٦] قال أهل التفسير: أي لا شيء له كأنه لصق بالتراب لفقره، وليس له مأوى إلّا التراب.
قوله تعالى(وَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ (٤) ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ (٥)) صدق الله العظيم، قال بعض السلف: الحمد الذي قال (عن صلاتهم) ولم يقل (في صلاتهم) لأن السهوَ في الصلاة يقع فيه كل الناس، إلّا ما رحم ربي.
عن صلاتهم ساهون:
والمقصود عن صلاتهم ساهون: أي متشاغلون عنها، ويدخل فيه الذين لا يصلون بالكلية، والذين يؤخرونها حتى يخرج وقتها، وكذلك الذين يغفلون ولا يبالون، صلوا أم لم يصلوا.
الماعون: هو الشىء اليسير الذي يحتاجه الناس بعضهم من بعض.