وقفات مع سورة الانفال

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (١) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ (٢)ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ (٣) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ (٤)) صدق الله العظيم.

أسماء السور المباركة:

الأنفال – بدر – القتال – الفرقان.

مناسبة التسمية:

الأنفال: هي الغنائم والمكاسب التي يأخذها المسلمون في الغزوات .
بدر: وذلك أنّ السورة تتحدث عن غزوة بدر الكبرى.
القتال: أنّ السورة ذكرت أول قتال في تاريخ الإسلام.
الفرقان: تسمية الله للقتال الذي حصل بالفرقان.

مما جاء في فضلها:

ورد أحاديث كثيرة تتكلم عن فضل أهل بدر منها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله اطلع على أهل بدرٍ فقال: لهم افعلوا ما شئتم، قد غفرت لكم) وبرواية: (لعل الله اطلع على أهل بدرٍ فقال: لهم افعلوا ما شئتم، قد غفرت لكم)، كذلك في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:ما تعدون أهل بدر فيكم قال من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها قال وكذلك من شهد بدرا من الملائكة، وكلها تصب في أفضلية أهل بدر.

موافقة أول السورة لآخرها:

بدأت السورة بذكر بعض المكاسب في الغزوة من الأنفال قال تعالى: ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ صدق الله العظيم.

  • وختمت السورة بذكر مكسب واحد من مكاسب غزوة بدر قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) ﴾صدق الله العظيم.
  • السورة بدأت بذكر موضوع القتال، وختمت بذكر القتال، والهدف من ذلك، أن السورة تتحدث عن فضيلة الجهاد في سبيل الله تعالى وبعض الأحكام المتعلقه به.

المحور الرئيسي للسورة:

قانون النصر ( إيماني مادي) .

مواضيع السورة المباركة:

1- التحذير من كبيرة من الكبائر وهي الفرار من المعارك وعند اللقاء، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ زَحۡفࣰا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ (١٥) وَمَن یُوَلِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ دُبُرَهُۥۤ إِلَّا مُتَحَرِّفࣰا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَیِّزًا إِلَىٰ فِئَةࣲ فَقَدۡ بَاۤءَ بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ (١٦)﴾ صدق الله العظيم.
2- أمر المسلمين بالسمع والطاعة المطلقة لله وللرسول، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) ﴾ صدق الله العظيم.
3- الحياة الحقيقية للقلوب تكون في طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ﴾ صدق الله العظيم.

4- الخيانة الكبرى تكون في إفشاء سر الأمانة، لأنها من الأمانات قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال ٢٧]صدق الله العظيم.

5- بيان ثمرة التقوى قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا وَیُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ﴾ [الأنفال ٢٩] صدق الله العظيم.
6- ذكر أسباب النصر في عدة مواضع، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥) ﴾صدق الله العظيم، وفي قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦) ﴾ صدق الله العظيم.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

1- تأليف القلوب لا يُشترى بـأموال العالم،ولن تستطيع أن تجمع تأليف قلوب الأمة مهما قدمت من أسباب، قال تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مَّاۤ أَلَّفۡتَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [الأنفال ٦٣] صدق الله العظيم.

2- بدأت السورة في ذكر وسؤال الصحابة الكرام عن ( الأنفال) ، بعد ذلك عاتبهم الله تعالى في اختلاف الصحابة موضوع الأنفال، وبعد ذلك دلهم وأرشدهم إلى تقواه ، وترك ونبذ الاختلاف.

3- فرق بين الخيانة والمكر، في سورة الأنفال تم ذكر المكر والخيانة كل كلمة في موضع فمثلاً جاء عند قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ یَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِیُثۡبِتُوكَ أَوۡ یَقۡتُلُوكَ أَوۡ یُخۡرِجُوكَۚ وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾ صدق الله العظيم [الأنفال ٣٠] فمعنى المكر هو الكيد للعدو، وقد نسب الفعل إلى الله تعالى، ولكن جاء بمعنى الخيانة في موضع آخر ، قال تعالى: ﴿وَإِن یُرِیدُوا۟ خِیَانَتَكَ فَقَدۡ خَانُوا۟ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ فَأَمۡكَنَ مِنۡهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ﴾ صدق الله العظيم [الأنفال ٧١] لأنّ الخيانة صفة مذمومة لا تليق بالله تعالى.


شارك المقالة: