ومن الناس من يشري نفسه

اقرأ في هذا المقال


الآية:

قال تعالى : ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَشۡرِی نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ صدق الله العظيم [البقرة ٢٠٧].

التفسير :

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه: ومن الناس من يبيع نفسه بما وعد الله المجاهدين في سبيله وابتاع به أنفسهم بقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم [التوبة: ١١١] .

وقال الشيخ محمد الحجّار: يبيع نفسه: يذللها في طاعة الله ورسوله، فصار كالبائع، والله تعالى المشتري.

والثمن:هو رضاء الله تعالى، وثوابه المذكور في بعض آيات الله : (ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ الله).

ومن رأفته وكرمه بعباده، أنّ أنفسَ العبادِ وأموالهم له سبحانه، ثمّ إنّه تعالى يشتري مُلكه بملكه! فضلاً منة ورحمة وإحساناً لذلك قال في آية أخرى قال تعالى : ﴿وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَمَن یُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَ ٰ⁠هِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [النور ٣٣]، فقد قال : (من مال الله الذي آتاكم ) والمال مال الله سبحانه وتعالى.

سبب نزول هذه الآية :

جاء في تفسير الطبري عن عكرمة:” ومن الناس مَنْ يشري نفسه ابتغاء مرضات الله”، قال: نزلت في صُهيب بن سنان، وأبي ذرّ الغفاري جُندب بن السَّكن أخذ أهل أبي ذرّ أبا ذرّ، فانفلت منهم، فقدم على النبي ﷺ، فلمّا رجع مهاجرًا عرَضوا له، وكانوا بمرِّ الظهران، فانفلت أيضًا حتى قدم على النبي عليه الصلاة والسلام. وأمّا صُهيب فأخذه أهله، فافتدى منهم بماله، ثمّ خرج مهاجرًا فأدركه قُنفذ بن عُمير بن جُدعان، فخرج له ممّا بقي من ماله، وخلَّى سبيله.

رواية أخرى في سبب النزول:

يا صهيب أتيتنا صعلوكا فقيرا حافي القدمين. لا تملك حتي قوت يومك واليوم بلغت ما بلغت، قال:

فردّ عليهم صهيب فقال: والله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي! ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي.

وإن شئت دللتكم على مال دفتنه بمكة، وخليتم سبيلي، ففعلوا وما أن وصل صهيب إلى المدينة المنورة وقبل أن ينطق بكلمة واحدة فاجأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن جبريل أخبره بما دار بينه وبين قريش قال له النبي عليه السلام ( ربح البيع أبا يحيا ريح البيع أبا يحيا ).


شارك المقالة: