ويمنعون الماعون

اقرأ في هذا المقال



ويمنعون الماعون :

قال تعالى: ﴿أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ (١) فَذَ ٰ⁠لِكَ ٱلَّذِی یَدُعُّ ٱلۡیَتِیمَ (٢) وَلَا یَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ (٣) فَوَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ (٤) ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ (٥) ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ (٦) وَیَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ (٧)﴾ صدق الله العظيم [الماعون ١-٧]

في دين الله ارتبط الإحسان في عبادة الله

والصلاةُ تعبدٌ وتنسك، والزكاة صلة وإحسان، وقيام الليل؛ صلاة وقراءة وتهجد مقرون بنفع الخلق والإنفاق عليهم، قال تعالى:  ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ یَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفࣰا وَطَمَعࣰا وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ (١٧)﴾ صدق الله العظيم [السجدة ١٦].

إن هذه طريق الجنة والجزاء الأوفى، أمّا النار فلها طريقٌ آخر يجمع بين التقصير في العبادة، والإعراض عن نفع العباد قال تعالى : ﴿ مَا سَلَكَكُمۡ فِی سَقَرَ (٤٢) قَالُوا۟ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّینَ (٤٣) وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِینَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَاۤىِٕضِینَ (٤٥)﴾ صدق الله العظيم [المدثر ٣٨-٤٥].

لذلك عندما تُعرض حاجةٌ لبعض القوم المساكين والضعفاء تحتاج إلى مساعدة ومساندة ومؤازة، تجد بعض من يدعي التدين فيترك مساعدتهم، وينتقدوا الاشتغال بذلك باعتباره اشتغالاً بأمور الدنيا عن أمور الدين!، هذا المفهوم في التدين يحتاج إلى تصحيح بما يوافق دين الله، في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

إنّ شخصية المسلم الموحد والصادق مع الله، هي نفسها التي تطعم المسكين، وتكفل اليتيم، وتصل الرحم، وتقري الضيف. ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فقد جاء في السيرة النبوية لما نزل الوحيُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة، رجع إلى خديجةَ رضي الله عنها فأخبَرَها الخبر وقال: ((لقد خشيتُ على نفسي!))،فقالت له رضي الله عنها: “كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”؛ أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم، وقال ابن حجر: “وفي رواية هشام بن عروة عن أبيه في هذه القصة: وتؤدِّي الأمانة”.

وفي حديث ضيف إبراهيم المكرَمين، صورة مشرقة لإمام الموحدين، الذي تمتزج في شخصيته عبادة الله مع الإحسان لعباد الله.


شارك المقالة: