يتجاهل الإنسان النصيحة عندما يكون في أمس الحاجة إليها - Advice when most needed is least heeded

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالتجاهل؟

أشارت الدراسات إلى أنّ الغالبية العظمى من الناس لا يفضلون الاستماع إلى الملاحظات والنصائح من الآخرين، إذ كشفت الأبحاث التي أُجريت في المجال النفسي إلى أنّ قسم كبير من الأشخاص يتجهون نحو النزوع والتجاهل في الأمور التي لا تحصل على رضاهم، حيث دارت حول الموضوع الذي تناوله المثل العديد من الدراسات والأبحاث في مختلف المجالات منها النفسية والصحية وغيرها الكثير، فيتحاشى الأفراد الاستماع إلى نتائج الملاحظات والاختبارات التي تقودهم حسب معتقداتهم إلى الالتزام بأداء أفعال وأعمال قد لا يحبذونها وتسبب لهم الشقاء.

أراء العلماء حول مثل (يتجاهل الإنسان النصيحة عندما يكون في أمس الحاجة إليها):

قال العالمان النفسيان (نعومي وينستون) و (روبرت ناش) حول المثل الإنجليزي من خلال الدراسات التي أجريت في البحث حول الموضوع، أنّ دماغ الإنسان يلجأ إلى العديد من الأساليب البارعة التي تعمل على تفادي والابتعاد عن الاستماع إلى ملاحظات الآخرين ونصائحهم، لكن توجد الكثير من الطرق التي تحمي من الانسياق خلف هذه الحيل النفسية الدفاعية التي تقوم بحجب المزايا التي تحملها تلك الملاحظات والنصائح.

ثمة هناك جانب مثير إلى الاهتمام ظهر من خلال الدراسات في الطبيعة الإنسانية، وهو أن كل فرد مندفع نحو أهداف يسعى وراء تحقيقها، فهناك من يريد أن يصبح سريع في الجري، وهناك من يريد أن يبدع في أمر ما؛ من أجل الحصول على العديد من الجوائز، فكل شخص يريد تحقيق الأهداف الشخصية التي قام بوضعها لنفسه.

وبعد مرور عقود في وضع النظريات والبحث في مجال علم النفس، كان قد تبين في النهاية أنّ الفرد يقوم باللجوء إلى أسلوب بارع في الحيل؛ ويعود السبب في ذلك إلى المحافظة قدر المستطاع على رباطة الجأش من أجل مواجهة التعليقات والنقد الذي يوجه إليه ويهاجم به، حيث أنّ أول ردة فعل في مجابهة ملاحظات الآخرين هو القيام لا شعورياً بالتصدي لها .

وعلى الرغم من الآليات اللاشعورية الدفاعية التي تعمل على زيادة الثقة بالنفس، إلا أنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على المساوئ الشخصية، بالإضافة إلى انعدام الشعور النفسي بالأمان وظهور المواقف المستهجنة تجاه الآخرين، فالغالبية العظمى من الأشخاص يحبذون الاستماع إلى كلمات الثناء التي يعتبرونها بمثابة الدعم البارع الذي يقدم لهم.


شارك المقالة: