التعاون هو عبارة عن آلية يتم من خلالها العمل بالشكل الجماعي؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف وكسب منافع مشتركة بين الناس، ويتمثل هذا المفهوم بأنه معاكساً مع التنافس الذي يتمثل في تفضيل المنافع الشخصية على المنافع العامة، فيعود هذا المفهوم بالفائدة الكبيرة على المجتمع بأكمله، وعلى الأفراد بالشكل الخاص، فمن خلاله يمكن التغلب على كافة المشاكل بشتى أشكالها القانونية والاقتصادية والاجتماعة والسياسية، فهذا السلوك موجود منذ بداية الخلق، فقد كان في الزمن القديم يستخدم كوسيلة للدفاع في مواجهة الظروف المتدنية والسيئة عند الأفراد.
مضمون مثل “يد واحدة تغسل الأخرى”:
لا يقوى الفرد على العيش بمفرده في هذه الحياة، فيكون دائماً في حاجة الناس المتواجدين حوله، فلابد له من أن يقوم بالتعايش مع الآخرين بتعاون ومودة، فالجميع في هذه الحياة يحتاجون إلى بعضهم البعض؛ وذلك من أجل أن يكون لديهم القدرة على تكملة مسيرتهم الحياتية، لأن هذه الحياة عبارة عن سلسلة كبيرة متصلة مع بعضها البعض، فالكل فيها يؤدي دوره حتي يتمكن من تكملة دور الآخرين.
تناولت الأمثال الشعبية بمختلف لغاتها موضوع التعاون بين الأفراد، لما له من أهمية ودور كبير في إقامة الحياة البشرية وتوازنها، فوّرد في اللغة الألمانية هذا المثل، وقد قالوه الألمانيين بلغتهم الخاصة، وثم ترجم إلى اللغة الإنجليزية، وتناوله الغرب في الكثير من مجتمعاتهم، وكما ورد مرادف لهذا المثل الألماني مثل آخر في اللغة الإنجليزية، وهو المثل القائل (You scratch my back and i will scratch yours)، وهو ما تحدث عن أهمية التعاون بين الأفراد في المجتمع الواحد، وذلك لأن من يتعاون اليوم مع فرد آخر، سيجد غداً من يعينه في أمر يحتاجه.
يكون الفرد في حاجة دائمة إلى الآخرين في الحياة اليومية، وكما هو الحال بالنسبة للآخرين فهم يحتاجون إلى بعضهم البعض، وهذا ما يجعل إسلوب التعاون عملية تبادلية مستمرة، فمن يكون اليوم متعاون مع شخص آخر، سيلقى من يعينه في يوم آخر، وعلى هذا النهج تسير الحياة على أسلوب التعاون فتخلق المحبة والمودة بين الأشخاص، وتتمكن اليد أن تغسل الأخرى ضمن إطار التعاون الذي يتبادل بين شخصين، لذلك فإن يد واحدة تساعد في غسل الأخرى.
