يعرف الحمار من طول أذنيه - An ass is known by his ears

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر السفاهة من أحد الصفات المذمومة التي يتصف بها بعض الأشخاص، ونقيضها كما ظهر في المعاجم اللّغوية هو الجهل وخفة العقل، حيث أنّ الشخص العاقل لا يدوي بنفسه إلى الجلوس في مجالس السفهاء.

الفرق بين السفيه والهزيل:

يُعرّف السفيه بأنّه الشخص ناقص العقل الذي يقوى على الجرأة على الآخرين، حيث يقوم باستخدام الألفاظ البذيئة من شتم وسب، إذ يتهجم عليهم بدون سبب يذكر، فالكلام البذيء والقبيح يخرج من لسانه بكل سهولة، ويكون شخص غير مسؤول أو ناضج.

أمّا الشخص الهزيل فهو يختلف في أنّه لا يتطرق إلى التلفظ بالقول البذيء، بينما يكمن في حديثه عدم الفائدة والهزل فهو مستهتر في العمل والكلام ، بالإضافة إلى أنّه شخص فارغ من داخله. أمّا السفيه هو ضد كلمة الحكيم والعاقل، والسفيه هو قليل الحكمة وفاقد العقل.

قال (ابن حزم) في كتابه الذي يحمل عنوان (مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق) حول تعريف المفهومين السابقين في أنّ الإنسان الهزيل هو الذي لا يأتي من وراءه النفع أو الضرر، إنّما هو شخص سمج، بينما الإنسان السفيه هو من يُقْدم على إلحاق الضرر بالآخرين من خلال قبح الأجوبة لديه وكلامه السيء المنبوذ وطولة لسانه.

مضمون مثل “يُعرف الحمار من طول أُذنيه”:

تناول المثل موضوع الأشخاص السفهاء الذين لا يدركون ما يخرج منهم من تصرفات وأفعال وأقوال مؤذية ومنبوذة من قِبل المجتمعات، ويُعد هذا الموضوع من الموضوعات التي تشمل كافة الدول الغربية والعربية على حد سواء، إذ أنّه لا يوجد أحد من المجتمعات يخلو من وجود السفهاء فيه.

في أغلب الأحيان يكون الشخص السفيه من صغار السن لم يكن على إدراك كامل في أصول الاجتماع ومنزلة الكبار، فهو لم يتلقى بعد التربية الحسنة، ولم تقوم الأيام والليالي بالكفاية في نضوجه، ولكن في حال وجدت السفاهة في الأشخاص من كبار السّن تُعتبر كارثة حقيقية.

آراء الفلاسفة والمشاهير حول المثل:

كان من أشهر من تطرق إلى موضوع المثل هو (الإمام الشافعي) ومن أشهر أقواله في هذا الموضوع (أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه ما ضر بحر الفرات يوماً إن خاض بعض الكلاب فيه)، وأطلق (المهاتما غاندي) حكمة حول المثل فقال (لراحة بالك، تجاهل السفهاء وسامح إن استطعت)، وقد تناول الفيلسوف (فريدريك نيتشه) المثل فقال فيه حكمته المشهورة (قد يجرحك كلام أحد السفهاء، ولكن تذكر أنّ الصواعق لا تضرب إلا القمم).


شارك المقالة: