يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا

اقرأ في هذا المقال


تفسير الآية:

(یَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرࣰا مِّنَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ (٧)﴾ [الروم ١-٧]

يقول الشيخ الشنقيطي في تفسيره للآية (یَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرࣰا مِّنَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ) أعلم أنّه يجب على كل مسلم في هذا الزمان أن يتدبر آية الروم هذه تدبراً مثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس.

وإيضاح ذلك: إنّ من أعظم الفتن التي جاءت في آخر الزمان وقد ابتلى  الله بها بعض ضعاف النفوس من المسلمين، ما وصل إليه  الكفار التقدم في الحياة الدنيا، والمهارة والتفوق العلمي، واختلاف أنواعها، مع العجز الذي وصل إليه المسلمون ، وقد ظنوا أنّ من قدر على تلك الأعمال أنّه على الصواب، ومن عجز عنها هو المتخلف وهو الباطل، وهذا جهل وعمى للقلب.

في الآية الكريمة توضيح للفتنة التي أصابت البعض من المسلمين في قلوبه من قال ابن جزي في التفسير: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً﴾ قيل: معناه يعلمون ما يدرك بالحواس دون ما يدرك بالعقول؛ فهم مثل البهائم.

والآية صريحة البيان، فهي تتكلم عن الفتنة، بالتفصيل وعمّا أصاب القلب من جهل وعناء، فسبحان الله الحكيم الخبير ما أعلمه، وما أعظمه.

فالآية تبين أنّ كثيراً من الناس لا يعلمون إلّا الظاهر من الأشياء ولا يغوصون في عمق المعنى للحياة الدنيا.


شارك المقالة: