قصة يوحنا المخلص

اقرأ في هذا المقال


يوحنا المخلص أو” المؤمن جون “أو” المؤمن يوهانس “أو” جون الحقيقي “(بالألمانية: Der treue Johannes) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم ونشرت في حكايات جريم الخيالية في عام 1819 أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الزرقاء.

إنه نوع (Aarne-Thompson) آخرون من هذا النوع هم الأب روكيلور والغراب. صنف أنتي آرني وستيث طومسون حوالي 500 حكاية تحت هذا النوع ، منها أكثر من 200 حكاية إيرلندية ، والباقي من بقية أوروبا والمستعمرات الأوروبية في أمريكا.

الشخصيات:

  • يوحنا المخلص .
  • الملك الشاب.
  • الملكة.

قصة يوحنا المخلص:

كان هناك ذات مرة ملك عجوز كان مريضًا جداً ويفكر في نفسه وهو مستلقي على فراش الموت، ثم طلب من الخدم أن يحضروا له يوحنا الأمين وهو خادمه المفضل، وكان يسميه كذلك، لأنه كان كذلك طوال حياته الطويلة مخلص له، فقال الملك له لما جاء بجانب السرير: يوحنا صديقي الأكثر إخلاصًا، أشعر أن نهايتي تقترب وليس لدي أي قلق باستثناء ابني حيث أنّه لا يزال رقيقًا ولا يمكنه أن يعتني بنفسه أو يوجهها بشكل صحيح، وإذا لم تعدني بتعليمه كل ما يجب أن يعرفه، وأن تكون أبيه بالتبني، أنا لا أستطيع أن أغمض عيني بسلام.
فأجاب يوحنا: سأفعل ما تطلبه ولن أتخلى عنه، وسأخدمه بأمانة، حتى لو كلفني ذلك حياتي، وبعد هذا قال الملك العجوز: الآن أموت في راحة وسلام، ثم أضاف: بعد موتي أرجو منك أن تريه القلعة بأكملها – جميع الغرف والقاعات والأقبية وجميع الكنوز التي تكمن فيها، ولكن آخرغرفة في القلعة التي فيها صورة الأميرة الذهبية، لا تجعله يراها لأنّه إذا رأى تلك الصورة ، فسوف يقع بعنف في حبها، وسوف يخاطر بحياته من أجلها، لذلك يجب أن تحميه من ذلك، وعندما أعطى يوحنا الأمين وعده مرة أخرى، لم يقل الملك أكثر من ذلك، بل وضع رأسه على وسادته ومات.
أخبر يوحنا أنه عندما نُقل الملك إلى قبره الملك الشاب كل ما وعد به والده على فراش الموت، وقال له: سأحفظ هذا بالتأكيد، وسأكون أمينًا لك كما كنت مخلصًا لوالدك من قبل، حتى لو كلفني ذلك حياتي، وبعدما انتهى الحداد، قال له الأمين يوحنا: حان الوقت لكي ترى ميراثك، سأريك قصر والدك ثم أخذه إلى كل مكان، صعودًا وهبوطًا وتركه يشاهد كل الثروات، والغرف الرائعة، فقط كان هناك غرفة واحدة لم يفتحها فيها التي عُلق فيها
الصورة.
لقد تم وضع الصورة بحيث عندما كان الباب ويتم النظر إليها مباشرة تبدو أنها حقيقية كما لو كانت تتنفس وتعيش، حيث لاحظ الملك الشاب أن يوحنا الأمين كان يسير دائمًا متجاوزًا هذا الباب، وفي أحد الأيام قال له: لماذا لا تفتح هذا الباب لي أبدًا، رأيت كل القصر وأريد أن أعرف ما يوجد في هذه الغرفة أيضًا، وذهب وحاول فتح الباب بقوة ولكن أوقفه يوحنا الأمين وقال: لقد وعدت والدك قبل موته أن لا ترى ما في هذه الغرفة ، قد تجلب رؤيتها أكبر قدر من المشاكل عليك وعلي.
أجاب الملك الشاب: لا، إذا لم أدخل هذه الغرفة لن أكون مرتاحاً ولا أستطيع أن آخذ قسطًا من الراحة ليلاً أو نهارًا حتى أنام وأنا أفكر بأمر تلك الغرفة، و لن أترك المكان الآن حتى تفتح ذلك الباب، وعندما رأى يوحنا الأمين مدى قوة إصراره، قام وهو مثقل القلب ويتنهد وأحضر المفتاح من بين المجموعة الكبيرة من المفاتيح وفتح الباب، دخل أولاً وفكر في إخفاء الصورة حتى لا يراها الملك أمامه، لكن الملك انتبه لخطته فوقف على طرف اصبع قدمه واختلس النظر، وعندما رآه يحمل الصورة على كتفه والتي كانت رائعة للغاية ورسومة بالذهب والأحجار الكريمة سقط مغشياً على الأرض.
تولى يوحنا الأمين حمله إلى سريره، وفكر بحزن في المصيبة التي حلت عليهم، وبعدما استعاد الأمير وعيه كانت الكلمات الأولى التي قالها الملك كانت: الصورة الجميلة، لمن هذه الصورة، فأجاب يوحنا: إنّها أميرة المسكن الذهبي، فقال الملك: إنّ حبي لها عظيم جداً بقدركل الأوراق على كل الأشجار، سأبذل حياتي للفوز بها، ثمّ قال: يوحنا الأمين أنت الوحيد الذي يجب أن تساعدني.
فكر الخادم المخلص لفترة طويلة في كيفية وضع خطة وبدء العمل؛ لأنّه كان من الصعب حتى الاقتراب أو رؤية الأميرة، وأخيرًا فكر في طريقة، وقال للملك: كل ما لدينا من طاولات وكراسي وأطباق وأكواب للشرب وجميع أثاث المنزل من الذهب، وفي خزانتك يوجد خمسة أطنان من الذهب، ثمّ دع الصاغة في مملكتك يصنعون جميع الأنواع من الأواني والأدوات، وسنصنع جميع أنواع الطيور والمخلوقات البرية، والوحوش الرائعة من الذهب، كما يرضيها، ثمم نحملها معنا ونذهب ونبحث عن أميرتنا.
كان الملك قد جلب جميع الصائغين حيث عملوا ليل نهار، حتى تم تجهيز كل شيء في النهاية، وعندما تم تحميل سفينة معهم حيث لبس يوحنا الأمين زي التاجر، وكذلك فعل الملك حتى يتنكروا بشكل كامل، ثم رحلوا فوق البحر، وذهبوا إلى أبعد من ذلك حتى وصلوا أخيرًا إلى المدينة التي سكنت فيها أميرة القصر الذهبي، ثمّ أمر يوحنا الأمين الملك أن يبقى في السفينة وينتظره.
قال يوحنا: ربما سأعيد الأميرة معي، لذا احرص على أن يكون كل شيء على ما يرام، دع الأواني الذهبية توضع حولها، وتزين السفينة بأكملها، ثم جمع في مئزرته بعض الأشياء الذهبية من كل نوع ونزل وصعد إلى القصر الملكي وعندما وصل إلى فناء القلعة، كانت تقف بجانب البئر فتاة جميلة، وفي يدها دلوان ذهبيان، وكانت تسحب الماء معهم وعندما استدارت لتحملهم بعيدًا رأت الرجل الغريب وسألته من هو، فأجاب: أنا تاجر ثمّ فتح مئزره وجعلها تنظر بداخله.
قالت الأميرة: آه، ما أجمل الأشياء! ثمّ وضعت الدلوان وقلبت الألعاب الذهبية، ونظرت إليها الواحدة تلو الأخرى: ثم قالت: يجب على الأميرة أن ترى هذه الأشياء ؛ فهي تسعد كثيرًا بالأشياء الذهبية التي ستشتريها منك جميعًا، ثم أمسكته من يده وقادته إلى الداخل، لأنها كانت خادمة الغرفة، وعندما رأت الأميرة الأواني الذهبية كانت سعيدة للغاية وقالت: كل هذه الأشياء جميلة جداً لدرجة أنني أود أن أشتريها منك.
فقال يوحنا الأمين: أنا فقط خادم تاجر ثري، وما أملكه هنا ليس شيئًا لما يمتلكه سيدي في السفينة، لديه أغلى الأشياء التي صنعت من الذهب على الإطلاق، ثم أرادت الأميرة منه أن يجلب لها كل شيء، لكنه قال، سيستغرق ذلك عدة أيام فعددهم كبير جدًا، وسيشغلون مساحة كبيرة بحيث لن يكون هناك مساحة كافية لهم في منزلك، لكن فضول الأميرة وهوسها كان كبيراً لدرجة أنها قالت أخيرًا: أرشدني إلى السفينة، سأذهب بنفسي لأرى كنوز سيدك.
ثم قادها يوحنا الأمين إلى السفينة بفرح، وعندما رأى الملك أن جمالها أكبر من الصورة التي ظهرت، شعر بقلبه يقفز على مرأى من الجميع، ثم صعدت إلى السفينة، فسلمّ الملك عليها، بينما أمر يوحنا الأمين السفينة بأن تنطلق، قائلاً: انشروا كل شراع لكي تطير مثل طائر في الهواء.
لذلك أطلعها الملك على كل الأشياء الذهبية، كل على حدة، الأطباق والأوعية، والطيور، والحيوانات البرية ، والوحوش الرائعة حيث مرت ساعات طويلة في النظر إليهم جميعًا، ومن شدة سرورها لم تلاحظ الأميرة مطلقًا أن السفينة كانت تتحرك إلى الأمام، وبعددما فحصت كل البضاعة شكرت التاجر واستعدت للعودة إلى المنزل، ولكن لما وصلت إلى جانب السفينة، رأت أنهم في أعالي البحار بعيدون عن الأرض، ويسارعون في الإبحار.
صرخت الأميرة وهي مملوءة بالرعب: لقد خانني هذا التاجر واختطفني، لقد مت الآن، فامسك الملك بيدها وقال: لست تاجرًا، ولكني ملك وبسبب حبي الكبير لك، حملتك على سفينتي بخطة ماكرة، وفي المرة الأولى التي رأيت فيها صورتك، أُغمي علي وسقطت على الأرض، وعندما سمعت أميرة القصر الذهبي هذا، أصبحت أكثر ثقة وكان قلبها يميل نحوه بشكل إيجابي، حتى وافقت طواعية على رفقته وأن تصبح زوجته.
وبينما كانوا يسافرون في عرض البحر، بينما كان يجلس يوحنا في مقدمة السفينة ويصدر الموسيقى، رأى ثلاثة غربان في الهواء تحلق في سماء المنطقة، ثم توقف عن العزف، واستمع إلى ما قالوه الغربان بعضهم لبعض، لأنه فهمهم جيدًا حيث قال الأول: آه، هناك تذهب أميرة القصر الذهبي، أجاب الثاني: نعم، لكنه لم ينقذها بعد، وقال الثالث: ومع ذلك فهي تجلس بجانبه في السفينة.
ثم تحدث الأول مرة أخرى: بماذا سينفعهم هذا؟ عندما يأتون إلى الأرض، سينطلق نحوهم حصان أحمر، ثم يحاول الملك أن يركبه وإذا فعل، سيرتفع الحصان معه في الهواء، ولن يرى عروسه مرة أخرى، ثمّ سأل الغراب الثاني: ألا يوجد حل؟ فقال أحدهم: نعم، إذا صعد رجل آخر بسرعة، وأخرج المسدس من الجراب وأطلق النار على الحصان، فسوف ينقذ الملك الشاب، ولكن من يدري ذلك؟ ثم قال الثاني: أعلم أيضًا أنه إذا قُتل الحصان، فلن يكون الملك الشاب آمناً مع عروسه، وعندما يصلون إلى القلعة، سيكون هناك قميص العريس المزخرف وسيبدو كل شيء به منسوجًا من ذهب وفضة، لكنها حقًا من كبريت وإذا لبسه يحرقه إلى نخاع عظامه.
قال الغراب الثالث: ألا يوجد حل؟ أجاب الثاني: نعم، إذا حمل رجل آخر القميص وألقاه في النار، حتى يتم حرقه، فسوف ينقذ الملك الشاب. ولكن بماذا سينفعه هذا؟ ثم تكلم الثالث: أعرف أكثر، أنه حتى عندما يحترق قميص العريس لن تكون عروس الملك آمنه، عندما تبدأ الرقص في حفل الزفاف ستصبح شاحبة فجأة وتسقط على الأرض، وما لم يرفعها أحدهم ويأخذ ثلاث قطرات من الدم من كتفها الأيمن، فإنها تموت، وحتى لو أنقذها وكشف لماذا أنقذها سيتحول إلى حجر.
عندما تكلمت الغربان هكذا فيما بينها حلقت بعيدًا، لقد فهم يوحنا المخلص كل شيء ومنذ ذلك الوقت ظل هادئًا وحزينًا لأنه كان يعتقد أنه إذا اخفى ما سمعه عن سيده، سيحدث سوء حظ، وإذا كشف ذلك فسيتم التضحية بحياته وأخيرًا قال في نفسه: سأنقذ سيدي، على الرغم من أنني يجب أن أهلك!
لذلك عندما وصلوا إلى الأرض، حدث ذلك تمامًا كما تنبأت الغربان، حيث قفز إلى الأمام حصان أحمر رائع، فقال الملك: هيا، سيحملني إلى القلعة وكان ذاهبًا للركوب ولكن تقدم يوحنا أمامه وصعد بسرعة، وسحب المسدس من الجراب وأطلق النار على الحصان، ثم صرخ عبيد الملك الآخرين لأنهم لم يحبوا يوحنا الأمين: يا له من عار أن نقتل ذلك الحيوان الجميل الذي كان من المقرر أن يحمل الملك إلى قلعته، فقال الملك: أمسكوا ألسنتكم إنه يوحنا المخلص، فهو يعلم ما هو لصالحي.
ثم صعدوا إلى القلعة، وكان هناك قميص العروس المصنوع من الذهب والفضة، فكان الملك الشاب على وشك لبسه لكن يوحنا دفعه بعيدًا، والتقطه بيديه وألقاه بسرعة على النار، وهناك تركه يحترق، ثمّ بدأ الخدم الآخرون يتذمرون مرة أخرى، وقالوا: انظروا، إنه يحرق قميص زفاف الملك! لكن الملك الشاب قال، من يعلم أنه قد يكون هناك سبب وجيه لذلك؟ فليكن، فهو يوحنا المخلص.
ثم أقيم العرس، وقاد الملك العروس الرقص حيث راقبها يوحنا بعناية، وشحبت في الحال وسقطت كما لو كانت ميتة ثم ذهب إليها مسرعًا، وحملها إلى غرفة بقوة ووضعها على ركبتيها، وأخذ ثلاث قطرات من الدم من كتفها الأيمن حيث لفظت أنفاسها على الفور مرة أخرى ونهضت، لكن الملك الشاب شهد كل شيء، ولم يعرف لماذا فعل يوحنا الأمين ذلك، فغضب بشدة وصرخ: ألقوه في السجن!
في صباح اليوم التالي، حكم على يوحنا الأمين بالموت وقادوه إلى المشنقة، وبينما كان يقف هناك مستعدًا للموت قال: لقد أدنتني ظلمًا، لأنني كنت دائمًا مخلصًا، وروى كيف سمع في رحلة بحرية حديث الغربان، وكيف فعل كل شيء لإنقاذ سيده، ثم بكى الملك واعتذر منه فكانت هذه الكلمات الأخيرة له حيث تحول إلى تمثالاً حجرياً بسبب كشفه السر وراء تصرفاته، فحزن الملك والملكة كثيرا بسبب هذا، فقال الملك: آه، كيف لي أن أجازي مثل هذه الأمانة بالشر! فقام برفع التمثال الحجري ووضعه في غرفة نومه بجانب سريره.
وكلما رآه بكى وقال: أرجو أن تعود إلى الحياة يا يوحنا المخلص! وبعد مرور بعض الوقت، أنجبت الملكة توأمين – ولدين صغيرين وكانت فرحة والديهما بهما كبيرة، وذات يوم عندما كانت الملكة في الكنيسة، كان الطفلان جالسين ويلعبان مع والدهما الذي حدق في التمثال الحجري المليء بالحزن، وتنهد وقال: لو تعود إلى الحياة ، يا يوحنا المخلص! فابتدأ الحجر يتكلم وقال: نعم، يمكنك أن تعيدني إلى الحياة مرة أخرى، إذا كنت تريد ذلك.
ثم بكى الملك: كل ما لدي في العالم سوف أتخلى عنه من أجلك! فقال الحجر: إذا قطعتَ بيدك رأسي الطفلين، ولوّثتني بدمائهما، سأستقبل الحياة مرة أخرى، ذهل الملك من فكرة أنه يجب عليه قتل أطفاله المحبوبين، لكنه تذكر كل إخلاص يوحنا، وكيف تحول لحجر من أجله، وسحب سيفه وقطع رؤوس أطفاله بيده، وبمجرد أن سالت دمائهم رجعت الحياة إليه، ووقف يوحنا الأمين أمامه.
فقال للملك: إخلاصك لن يكون بغير مكافأة، ورفع رؤوس الأطفال ولكنهم في لحظة عادوا إلى الوراء، وقفزوا وواصلا اللعب وكأن شيئًا لم يحدث لهم، وبعدما عادت زوجته أخبرها الملك كيف فك سحر يوحنا وعاد للحياة ولم يخبرها بأمر أطفاله وما فعله معهم، بعد ذلك عاشوا جميعًا معًا في سعادة حتى نهاية حياتهم.


شارك المقالة: