ما جاء عنها من أحاديث:
أخرج البخاري، ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن البراء بن عازب قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى العشاء فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فما سمعت أحدا أحسن صوتا ولا قراءة منه» .
المراد بالتين والزيتون
قوله تعالى: (وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ (١)) صدق الله العظيم، في المراد بالتين والزيتون وجهان عند أهل التفسير:
الوجه الأول: أنّ المُراد بالتين، التين الذي يأكله الناس، يقُسم الله به جل جلاله، والزيتون هو الزيتون الذي يُعصر –الزيتون المعروف – وعلى هذا أكثر أئمة التفسير كالحسن ومجاهد.
الوجه الثاني: أن المقصود بالتين والزيتون هي الأماكن التي ينبت فيها التين والزيتون، يُقسم الله تعالى بالأماكن المعظمة والمشرفة؛ وهي الشام ويدخل فيها فلسطين، فالشام ينبت فيها التين بكثرة، وكذلك فلسطين.
قوله تعالى: ﴿وَطُورِ سِینِینَ﴾ صدق الله العظيم[التين ٢] أولى الأقوال أنّه طور سيناء الذي بمصر الذي كلم الله نبيه موسى عليه السلام عنده، وأن الله جل جلاله أقسم بهذه الأماكن المشرَّفة.
وفي قوله تعالى: (سِینِینَ) ذكر أهل العلم بالتفسير أوجهاً في معانيها، منها:
الوجه الأول: بمعنى حسن، وثبت في الصحيح عن أم خالد بنت خالد أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون أن نكسو هذه فسكت القوم قال : ائتوني بأم خالد فأتي بها تحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها وقال أبلي وأخلقي وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال يا أم خالد هذا سناه(وسناه بالحبشية حسن).
الوجه الثاني: بمعنى (مُبارك)، وقد روي عن مجاهد وقتاده.
قوله تعالى: ﴿وَهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِینِ﴾ صدق الله العظيم[التين ٣] البلد الأمين مكة المكرمة باتفاق أهل العلم؛ فهذا البلد بتشريف الله له أشرف وأفضل بقاع الأرض قاطبة، والله أقسم بها، كما أقسم في سورة البلد، كما قال تعالى: ﴿لَاۤ أُقۡسِمُ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ﴾ صدق الله العظيم[البلد ١]
قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ﴾ صدق الله العظيم[التين ٤] والمعنى: يا أيها العبدُ إن ربك العظيم خلقك وشرفك وجعلك في أبهى صورة، فأفضل خلق الله كلهم هو هذا الإنسان فهو أشرف مخلوق، شرفه الله تعالى، قال تعالى: ﴿۞ وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا﴾ صدق الله العظيم[الإسراء ٧٠].