ما جاء فيها من الأحاديث:
عن أنس: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، فقال له أبيّ بن كعب يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء قال ” لا ولكن أردت أن أوقت لكم “ أخرجه الطبراني في الأوسط والحديث المعروف لسيدنا معاذ رضي الله عنه ” فهلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى “.
سبب النزول:
وعن ابن عباس إني لأقول أن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل، قال الرازي: نزلت في أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وإنفاقه على المسلمين، وفي أمية بن خلف وبخله وكفره بالله، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
يقول تعالى: ﴿وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَغۡشَىٰ﴾ صدق الله العظيم[الليل ١] يُقسم ربُ العزة سبحانه وتعالى بالليل عندما يغشى الدنيا بظلامه، فيُغطيها كما يُغطي أحدكم الشيء بثوبه.
قوله تعالى: ﴿وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ﴾ صدق الله العظيم[الليل ٢] يُقسم سبحانه وتعالى بالنهار إذا انكشف ووضح وظهر، وبأن بضوئه عن ظلمة الليل، وهذه آيات متقابلة متضادة مختلفة تتكلم عن نعمة الله على خلقه.
قوله تعالى:﴿وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰۤ﴾ صدق الله العظيم[الليل ٣] (ما) هنا تحتمل أن تكون مصدرية، فيكون المراد أن الله جل جلاله أقسم بخلق الذكر والأنثى، وما في ذلك من دلالة على قدرة الله تعالى، وقد تكون ( ما ) موصولة بمعنى (مَن) يعني: ومن خلق الذكر والأنثى، فيكون إقساماً بنفسه الكريمه الموصوفه، بأنه خالق الذكر والأنثى.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ سَعۡیَكُمۡ لَشَتَّىٰ﴾ صدق الله العظيم[الليل ٤] قال جمهور المفسرين: السعي العمل، فساع في فكاك نفسه وساع في عطبها، وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كل الناس يغدوُ، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها ” أي: كل إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها، أي: يهلكها.
قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (٥) وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ (٦) فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ (٧) وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ (٨) وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ (٩) فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ (١٠) وَمَا یُغۡنِی عَنۡهُ مَالُهُۥۤ إِذَا تَرَدَّىٰۤ (١١)) صدق الله العظيم، ما أجمل ما قاله بعض أهل العلم من أهل التفسير: أقسم الله تعالى في سورة الشمس على فلاح من زكى نفسه وعلى خيبة من دساها، ثم بين أسباب هذه الزكاة وهذه الطهارة في سورة الليل فقال تعالى: (فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ (٥) وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ (٦) فَسَنُیَسِّرُهُۥ لِلۡیُسۡرَىٰ (٧)) صدق الله العظيم، فدفع المال سبب من أسباب تزكية النفس، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾ صدق الله العظيم [التوبة ١٠٣] وقال تعالى: ﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُوا۟ وَأَطِیعُوا۟ وَأَنفِقُوا۟ خَیۡرࣰا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ صدق الله العظيم[التغابن ١٦].
أعطى ما أُمر به، فكلُ إنسانٍ أٌمر بعطاء، كلٌ على حسب وسعه وطاقته، فإن لم تجد ما تعطي فيمكن بابتسامة طيبة، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْقٍ).
قوله تعالى: ﴿وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ صدق الله العظيم [الليل ٦] البعض قال: أي صدق بوعد الله ووعيده، بأنّ الله سيخُلفُه، وذلك تصديق ما قاله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ رَبِّی یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَیَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَاۤ أَنفَقۡتُم مِّن شَیۡءࣲ فَهُوَ یُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلرَّ ٰزِقِینَ﴾ صدق الله العظيم[سبأ ٣٩) قال أهل العلم: عليكم أي يعطي خلفه إذا كان في غير إسراف. يقال: أخلف له وأخلف عليه إذا أعطاه عوضه وبدله، وذلك البدل إمّا في الدنيا وإمّا في الآخرة أو فيهما معاً إمّا عاجلاً بالمال أو بالقناعة التي هي كنز لا ينفد، وقيل: ﴿وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [الليل ٦] أي : بالجنة، ، وذلك مصداق ما قاله تعالى: ﴿۞ لِّلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِیَادَةࣱۖ وَلَا یَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرࣱ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ صدق الله العظيم[يونس ٢٦] فالحسنى هي الجنة والزيادة هي رضوان.
قوله تعالى: ﴿وَمَا یُغۡنِی عَنۡهُ مَالُهُۥۤ إِذَا تَرَدَّىٰۤ﴾ صدق الله العظيم[الليل ١١] تردى : هلك .