اقرأ في هذا المقال
ماذا يعني هذا المثل – Glitters is not gold في اللغة العربية؟
تتفق جميع اللغات في مختلف الأقطار على قول الأمثال وذلك لأن المثل يجتمع فيه ما لا يجتمع في غيرة من بلاغة الألفاظ وجودة المعنى والتمييز في التشبية.
يدل هذا المثل على طبع البشر، حيث تُعرف طبيعة الإنسان، فمن كان معدنه أصلي يتضح ومن كان معدنه مزيفاً يظهر على حقيقته عند الشدائد.
من أين جاءت قصة هذا المثل؟
تعود قصة هذا المثل إلى أحد الحكماء، كان يريد أن يوصل حكمة لأمير صغير بحيث يستفيد منها حين توليه للحكم، قام أحد الحكماء في قديم الزمان بتوجيه سؤال إلى أمير صغير: ما هو المعدن المفضل لديك والأحب إليك من بين المعادن؟ فقال الأمير بكل ثقة: الذهب بالتاكيد، فقام الحكيم بسؤال ولي العهد مرة أخرى: لماذا الذهبُ بالتحديد يا مولاي؟ فرد عليه الأمير الصغير مجدد ثقته بإجابته لأنه المعدن الأسمى والأرقى الذي يليق بالملوك، فقام الحكيم بإلتزام الصمت لفترة، وبعدها ذهب لحاشية الأمير الصغير وطلب منهم أن يقوموا بعمل تمثالين أحدهم من مادة الذهب ويكون التمثال الثاني من مادة الطبشور، وطلب منهم بعد ذلك أن يقوموا بتغطية التمثال المصنوع من مادة الطبشور بطلاء من اللون الذهبي بشكل لا يدعوا للشك في نوعية المادة الأصلية المصنوع منها التمثال.
وبعد مرور يومين من صنع التمثالين، قام الحكيم بدعوة الأمير الصغير لمشاهدة التمثالين، لكشف الغطاء عنهم، فأعجب الأمير الصغير بشدة جمال التمثالين وإبداع صنعهم وشدة الإتقان، فسأله الحكيم عن رأيه في التمثالين، فأثنى الأمير على شدة إعجابه بصنع التمثالين من الذهب الخالص.
فسأله الحكيم عن الفرق بينهم فقال الأمير الصغير: لا يوجد فرق، قام الحكيم بتكرار السؤال مرة أخرى حتى أغضب الأمير فأجابه: لا يوجد وكلام الملوك لا يتكرر، ثم طلب الحكيم من أحد الحاشية برشق دلو من الماء بقوة على التمثالين، فاندهش الأمير الصغير من زوال التمثال المصنوع من مادة الطبشور بينما كان التمثال المصنوع من مادة الذهب يزدادُ بريقاً.
فقال الحكيم للأمير الصغير ولي العهد: هكذا يا مولاي هم بني البشر تتعرف إلى حقيقتهم الأصلية عندما تحتاج إليهم، ففي المواقف تظهر حقيقة معدنهم، فليس كل ما يلمع ذهب.