مفهوم المثل:
يمكن تعريف المثل على أنه كل ما يقبله الناس جميعاً بألفاضه ومعانيه وتحدثوا به في السراء والضراء، وهو من أبلغ الحكم التي يتم تداولها عبر الأجيال دون أي تقييد في ألفاضها أو المعنى التي تدل عليه.
دلالة المثل:
يدل هذا المثل في اللغة العربية على أن الشخص قد تضعف قدرته أمام أمور قد تحصل له، قد تكون أكبر من مقدرته ولا يستطيع القيام بهاكفردواحد، فإنه عندما يتضامن مع مجموعة من الأفراد تجعله يكسب القوة، الإرادة والعزيمة، مما يجعله قادر على تحدي الأمور والقيامبها بكل عزيمة وإرادة، فيساعد ذلك على إثبات قوة إنجازه، كما ويعطيه دافع قوي للإنجاز بشكل أفضل، حيث يعمل على صقل شخصيته بشكل أروع، كما لهذا أثر كبير فينفسية الشخص مما يجله يبدع في إتمام أموره على أكمل وجه.
قصة هذا المثل:
يقال في قصة هذا المثل أنه كان هناك مجموعة كبيرة من الفِراخ تسكن في بيت جميل داخل مزرعة، كانت هذه الفراخ تعمل معاً كل الأعمال المعتادة داخل البيت والمزرعة مع بعضها البعض دون تقاعص، إذ تقوم بترتيب البيت وتنضيفه وتهتم بالمزرعة ولا تسمح لأي كائن غريب بدخول المزرعة، وفي أحد الأيام عَرف خروف بمكان المزرعة واعتاد على طريقها، حيث أنه كان يقوم كل يوم بركوب جرار ذات صوتٍ عالٍ مخيف، إذ يقوم بإخافة الفراخ بصوت الجرار حيث كانت تلوذ بالفرار، مما يسهل عليه طريقة الدخول إلى بيتهم؛ ليقوم بأكل البيض،إذ أنه اعتاد على هذه الطريقة كل يوم وكان مسروراً جداً بهذا الأمر.
وفي ذات يوم غضبت هذه الفراخ من هذا الأمر الذي كان قد اعتاد عليه الخروف يومياً، حيث قامت بنداء إلى جميع الفراخ وعقدت اجتماعاً سريعاً لإيجاد حل إلى هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن، حيث بدأت تستجمع كل ما لديها من قوة لمواجهة هذا الخروف، إذ أنها قامت بوضع خطوات لتنظيم كمين لذلك الخروف يكون قوي جداً، بحيث لا يعود مرةً أخرى.
قامت الفراخ في البداية في بناء بيت في أعلى المزرعة لكي تتمكن من رصد حركة دخول الخروف بطريقته المعتادة بالجرار إلى المزرعة، وبينما كان يتقدم نحو المزرعة بكل ثقة، إذ قامت الفراخ الموجودة في بيت المراقبة بإرسال إشارة إلى حلفائهن الفراخ الأخرى الموجودة في بيت المزرعة أن تستعد للهجوم، فبدأت تلك الفراخ بالتجهيز للهجوم بكل قوة.
وما لبث الخروف أن نزل من الجرار وأخذ يتجه إلى منزل الفراخ حتى يقوم بأكل البيض كعادته، إذ بدأت الفراخ بالإنقضاض عليه بكل ما تمتلك من قوة وشجاعة، فقامت بالنقر في عينيه وأذنيه ووجهه ورجليه، فأسرع الخروف بالفرار حتى ينجو بحياته من الفراخ، حتى قرر عدم العودة إلى المزرعة مرة أخرى، ففرحت الفراخ كثيراً بهذا لأمر وعرفت أنها مهما كانت مخلوقات ضعيفة فإن بالاتحاد مع بعضها ستتمكن من القيام بما لا يقدر شخص واحد القيام به.