الاتجاه الاجتماعي للعلاقات العامة:
یُقصد بالاتجاه الاجتماعي في العلاقات العامة وظيفة ذات طابع خاص كل ما یصدر عن المؤسسة، من أعمال وتصرفات وقرارات وكل ما یتصل بها من مظهر واستعدادات وتكوینات مادیة؛ وذلك لأن كل ما ينبثق عن المؤسسة أو یتصل بها له تأثیراته المعنویة على الجماهیر التي ترتبط مصالحها بها، وهذه التأثیرات هي التي تعطي لهذه العناصر طبیعتها كأنشطة العلاقات العامة، وهي أیضاً التي تعطي لاتجاه العلاقات العامة صفتها الاجتماعیة.
ويُعد لهذا الاتجاه الاجتماعي للعلاقات العامة أهمیة؛ لأنه لم یعد مقبولاً فقط من أي مؤسسة أن تسعى إلى الربح أو تقدیم الخدمة، أو القیام بدورها ووظیفتها في المجتمع أو دفع أجور عالیة لمستخدمیها أو إنتاج سلع جدیدة ومتطورة؛ لأن هناك من الظروف الاقتصادیة والاجتماعیة الأخرى، وما یعرض علیها مسؤوليات لا تقل أهمیة كتوفیر المساواة في المعاملة وتقلیل الأضرار الناجمة عن عملیاتها وتحقیق ضمانات أكثر فعالیة، والمحافظة على مظهر مادي مریح من الناحیة النفسیة والمعنویة.
وبالإضافة إلى دور القائم بالعلاقات العامة في تحمل مسؤوليتها الاجتماعیة كفرد علیه واجباته في المجتمع المحلي المحیط بها وغیرها، ومن هنا كان اختیار مؤسسة ما لنوعیة معینة من الخصوصية، هو العامل المؤثر على كل ما یصدر منها أو یتصل بها من تصرفات وأقوال وقرارات، وعلى كل ما یشكل سماتها المادیة، وبالتالي هو العامل المؤثر أیضاً على علاقاتها بالجماهیر التي ترتبط مصالحها بها.
وأن أي مؤسسة من أجل أن تبقى وتتطور داخل مجتمعها، ولكي تكسب هذا المجتمع، يجب أن لا تُكوّن صورتها أي انعكاسات شخصیتها على أذهان جماهیرها نتاجاً لبرامج العلاقات العامة كمهنة متخصصة فقط، بل یجب أن تكوّن انعكاساً دقیقاً وفعالاً للمبادئ التي تقوم علیها شخصیة المؤسسة وللتصرفات التي تصدر عنها والأهداف التي تسعى لتحقیقها، بمعنى أنّ كما تُكون صورة دقیقة لواقع المؤسسة كما هو، ثم أنه یجب أن یُكون هذا وأن تعرض الصورة المعبرة عنه داخل إطار من المصالح الأساسیة للجماهیر ولیس في إطار المصالح الأساسیة للمؤسسة وحدها، وهذا هو هدف الاتجاه الاجتماعي للعلاقات العامة كمهنة ذات طابع خاص.
