توصيف العلاقات العامة كمهنة متخصصة:
قد تبدو العلاقات العامة حتى الآن وكأنها مهنة متخصصة، تُقدّم خدمات متنوعة إلى عملائها من المنظمات في مواجهة الجماهير العاملة فيها والمتعاملة معها من خارجها، لكن الحقيقة أن مضمون العلاقات العامة ينبغي أن يقوم على التوازن بين منظمات وجماهيرها، فهي تخدم الجماهير تماماً كما تخدم المنظمات التي تربط مصالحها بها، لعلَّ قدرتها كمهنة متخصصة تكمن في قدرتها على الاستمرار بفاعلية في هذه المنطقة الوسطى بين المنظمات وجماهيرها.
وإذا قارنّا بين مهنة العلاقات العامة والمهن الأخرى، كالمحاولة للوصول إلى أبعاد أكبر لمضمونها وجدنا أن معظم المهن في المجتمع الإنساني تتعامل مع أشياء مادية ملموسة، فمثلاً الطب البشري يتعامل مع الإنسان أمّا العلاقات العامة، فإنها تتعامل مع أشياء معنوية غير ملموسة، فهي تتعامل مع الآراء والاتجاهات التي تسود منظمة معينة وتسود الجماهير التي تربط بها. وهذه الأشياء المعنوية بالغة التعقيد وقد تتعرَّض لتغيرات بفعل عوامل ليس للعلاقات العامة أو المنظمات التي تخدمها.
ومع هذه الاختلافات بين مهنة العلاقات العامة والمهن الأخرى، إلا أن العلاقات العامة لها أركانها الأساسية التي تقوم عليها كمهنة متخصصة شأنها، في ذلك شأن المهن الأخرى وهذا يعني أن الاختلاف بينها وبين الأخرى، وأن لكل مهنة طبيعتها الخاصة التي تدعم وجودها في المجتمع، كما يعني أن هذه الأركان الأساسية التي تقوم عليها جميعها توفر لها معالم بارزة تميزها عن مصطلحات أخرى في المجتمع، وتقوم عليها الأعمال الفنية والحرفية.