دور إدارة العلاقات العامة في البنوك:
تنعكس السياسة العامة لأي بنك من البنوك على وضع العلاقات العامة في هذا البنك، فكيفية ممارسة العمل البنكي تمثل العامل الأول في تحديد درجة فعالية العلاقات العامة بهذا البنك أو ذاك، وبمعنى آخر فإن تنوع الخدمات التي يقدمها البنك وسهولتها تساعد العلاقات العامة على القيام بدور حيوي في تقدم البنك وازدهاره. وإذا كان تكوين الصورة الطيبة أو السيئة عن البنك في أذهان الجماهير يمثل انعكاساً لطريقة أداء هذه الخدمات، فإن تغيير هذه الصورة لا بُدّ أن يسبقه تغيير فعلى في سياسة البنك التي أدت إلى تكوين هذه الصورة.
ولذلك فقد أصبح من المُعترف به تماماً أن سياسة العلاقات العامة تمثل جزءاً لا يتجزأ من سياسة البنك، وبات من الواضح أن المسؤولية النهائية للعلاقات العامة تقع على مسؤولية الإدارة العليا في البنك، وقد أدركت الإدارة الحديثة أن فهمها للعلاقات العامة لا يقل أهمية عن فهمها لمبادئ وأساسيات العمل البنكي. وقد أصبح من الضروري أن تعترف الإدارة الحديثة أن مسؤولياتها الأساسية عن العلاقات العامة لا تقتصر على الجانب السلبي، ولكنها تتجه أيضاً إلى الجانب الإيجابي.
وإذا كانت المصلحة العامة موضع مناقشة في إقرار سياسة عامة للبنك، فإنه لا يكفي أن تقف الإدارة إلى جانب هذه المصلحة العامة وتُعتبر نفسها قد أدت ما هو مطلوب منها، فإن مسؤولية الإدارة يجب أن تحتوي أعمالاً بناءة لكسب ثقة الجمهور وتأييده من خلال برنامج محدد الأهداف والوسائل، ويجب هنا التأكيد على دور الإدارة في جعل أهداف العلاقات العامة تتكامل مع سياسة البنك.
ويرى أن هذه المسؤولية على وجه التحديد لا تفوض بأية حال في المجال التطبيقي، وإذا كان من الضروري أن تقوم الإدارة بواجبها الأكمل كحارس يقظ لممارسة العلاقات العامة في البنك، بالإضافة إلى دورها الخلاق كموجه لسياستها فإنه من الضروري أيضاً أن يتواجد إلى جانب الإدارة العليا إدارة متخصصة تمارس وظيفة العلاقات العامة من الناحيتين المهنية والاجتماعية.
ولذلك أصبح من الضروري البحث عن أفضل الأساليب لتكوين صورة طيبة لأي بنك في أذهان الجماهير، وقياس معالم هذه الصورة باستمرار؛ للتأكد من صفائها وعدم وجود ما يعكرها بأي شكل من الأشكال. وتركز بحوث الصورة على التعرف على اتجاهات الجماهير نحو البنك، ومدى فهمهم للدور الذي يقوم به.