دور الدعاية فى تغيير الرأي العام:
حيث أن هذه الوسائل الـتقليدية الـتى استعملت عـبر التـاريخ فى مـحاولات تحويل الـرأي العـام، التـى لا تزال مـستـخدمـة حتـى يومنـا هذا وإن أضيفت إليها بعض الأساليب المتطورة مع الزمن. والحقيقة أن هـذه الأساليب الحديثة كانت أيضا معـروفة فى الأزمنة السابقة، إنما ترجـع جِدّة وحداثة فيها إلى الإمكانيات الضخمة الذى مكَّـنها لها التفوق العلمي والتكنولوجي، خاصة أجهزة الإعلامية الجماهيرية وتطورها السريع.
ويكاد يكـون من أصعـب الأمور تحويل الآراء الثابتة؛ لذلـك فإن رسـالة الـدعاية والإعلام تكون أكثـر سهولة وفعالية إذا كـانت متعلقـة بموـوعات جديدة أو مسائل لم يسبق بناء آراء، أو اتجاهات حيالها إن وصول الحقائق أو المعلومات إلى الجمهور مسألة بالغة الأهمية، فقد لوحظ أن الجمهور المطلع والمتابع لأحداث يكـون دائمـاً أسـرع إلـى تكـوين آراء محددة ذات طـابع متـزن.
بعكـس الجمهور غير المطلع على سير الأحداث، فهـذا الصنف الأخير من الناس يكون عادة أبطأ فى تكوين رأيه، مذبذباً فى اتجاهاته، فريسة للإشاعات والانحرافات ويتسم رأيه فى النهاية بالتحيّز والنـظرة السطحية للأمور وتغليب الانفعال الطـارئ على التفكير السليم. وهـناك ارتباط متين بين الداعية وأسلوب عرض الحقائق، فالداعية حـرّ فى أن يكذب حيثما أوصله ذلك إلى تحقيق غرضه. أمّا الدعاية فيجب أن تقوم على البساطة وأن تنزل إلى أقل المستويات العقلية للجماهير.
