دور الصحافة في تكوين الرأي العام:
تُعتبر الصحافة أحد وسائل الاتصال بين الجماهير، فهي مرآة الشعوب، حيث تساعد الأفراد على تكوين رأي العام في مختلف الأمور والمشاكل التي تدور في المجتمع المحلي والعالمي، سواء من الناحية السياسية والمجالات الأخرى؛ وذلك من خلال تزويدهم بالأخبار والأفكار والتي تنمّي الرأي العام لدى أفراد المجتمع.
والصحافة في عصرنا الحالي لها معنيان: معنى ضيّق ومعنى واسع، فالمقصود بالمعنى الضيّق الصحف والمجلات، أمّا المعنى الواسع فهو جميع وسائل الإعلام المعروفة في وقتنا الحاضر، فضلاً عن الصحافة. وتنظر الديمقراطيات الحديثة إلى الصحافة بهذا المعنى الواسع، على أنها سلطه الرابعة في الأمة إلى جانب السلطات الثلاثة المعروفة وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وقالت هذه الديمقراطيات في تلك السلطة الرابعة أنها شديدة التأثير في الرأي العام، من أجل ذلك حرصت هذه الديمقراطيات أو على الأقل أن تظهر حرصها مراراً على حرية الصحافة في حدود الصالح العام. ومن الخطأ أن نعتقد أن الصحافة وحدها هي من تصنع الرأي العام، لكن يمكن أن تؤكد أن الصحف تؤثر في الرأي العام وتتأثر به في ذلك الوقت.
وتُؤثر الصحف في الرأي العام من خلال المواد الإعلامية التي تنشرها، حيث يتوقف هذا التأثير على عاملين هُما: مضمون المادة الإعلامية والأسلوب الذي تقدم به إلى القراء. ومن خلال تحريف الأخبار ونشرها غير دقيقه تستطيع الصحف أن تلعب دوراً هاماً في بلبلة الرأي العام. وبالتالي تحدد قدرتها بالتأثير بالرأي العام إمّا سلباً أو إيجاباً.
وتُشير نتائج التجارب التي أجراها بعض العلماء في هذا المجال إلى أن المطبوعات؛ كالصحف والمجلاات لها مزايا لا تتوفر في وسائل الإعلام الأخرى أبرزها: أنها تسمح للقارىء باستخدامها والرجوع إليها والاحتفاظ بها في أي وقت حسبما يتناسب مع حالته النفسية، كذلك تصلح المطبوعات عموماً لنشر الموضوعات والقضايا، التي تحتاج إلى جهد واهتمام بالتفاصيل الدقيقة وهي في النهاية تتلائم مع جميع الاتجاهات.
كما أن الحركات الثوريّة والسريّة، لا تُجيد وسيلة لترويج أفكارها إلا من خلال المطبوعات؛ لأن وسائل الإعلامية مثل الدعاية والتلفزيون لا يسمحان لمثل هذه المطبوعات بالترويج لنفسهما عن طريقها، كذلك تكاليفهما الباهظة لا تجعل مثل هذه المنظمات تُفكّر مجرد تفكير في استخدامها.