دور العلاقات العامة تجاه الجمهور الداخلي في المؤسسة:
يُعدّ الاهتمام بالجمهور الداخلي للمؤسسة في مقدمة برامج العلاقات العامة، وليس ذلك بسبب ضخامة أعدادهم فحسب، بل لأنهم يمثلوا جزءاً له اعتباره من الجماهير الخارجية كالمستهلكين وحملة الأسهم والمجتمع المحلي والجمهور العام، وأنهم على اتصال تام ومستمر بالجماهير الأخرى، ولا يمكن أن نتوقع أن يقوموا بدور سليم في برنامج العلاقات العامة إلا إذا كانوا هم أنفسهم على علاقة طيبة بالمؤسسة.
حيث أن الاتصال بالجمهور الداخلي ليس صعباً، فالأنشطة اليومية توجد نوعاً من الاتصال بين الأفراد بعضهم ببعض بالإضافة إلى وسائل الاتصال الأخرى التي يتوقف تأثيرها على درجة استعداد الأفراد إلى الاستماع والتجاوب، فقبل أن تحاول المؤسسة إيجاد علاقات عامة طيبة بينها وبين موظفيها، يجب عليها أولاً أن تهيئ الجو اللازم لإقناعهم بتحسن العلاقات العمالية بها.
ويجب أن يكون مدرك أن أي طريقة لإيجاد علاقات عامة مع الجمهور الداخلي، قد يكون مصيرها الفشل إذا لم يلازمها تنفيذ برنامج من شأنه تزويد الفئة العاملة بالمؤسسة بكل متتطلباتها الاجتماعية والاقتصادية، وأن الشركات المساهمة في الواقع ما هي إلاّ منظمات اجتماعية يجب أن ترضي الأفراد العاملين بها عن طريقتين هما: أن تعطي الفرد عملاً وأن تقوم ببناء له مركزاً اجتماعياً مخصص له، وهذا يعني أن تنجح المؤسسة في إشعار كل فرد بدرجة أهميته في أعمالها، وأن يكون واضحاً لجميع الأفراد ويكون السبب في اختلاف مراكزهم وبالتالي مرتباتهم.
وبالإضافة إلى أن تعامله بعدالة مع الأفراد العاملين في المنظمة وتوافر فرص ترقية متساوية أمام الجميع دون تحيز لفرد على آخر لغير سبب مادي قوي، وذلك عن طريق إعلامه مثلاً بمقدرته الإنتاجية مقارنة إلى المقدرة الإنتاجية للآخرين، وما هي نقاط الضعف وكيف يمكن علاجها، وكذلك العمل على تأكيد الثقة المتبادلة بين الإدارة العليا والأفراد، أو التعرف على أهم عوامل النجاح لأي مؤسسة وثقة العمال في عدالة الإدارة وثقة الإدارة في مقدرة العمال، وإيجاد ثقة بين العمال والإدارة ليس صعباً، فيمكن زيادة ثقة العمال في الإدارة أو المؤسسة التي يعملوا بها، باتباع إظهار شعور الإدارة نحو العمال وعطفها عليهم واستعدادها؛ للارتقاء بهم ورفع مستواهم وتهيئة مستقبل أحسن وفرص عمل أفضل ومستوى معيشة أعلى لهم.