العلاقة بين الرأي العام والمفاهيم الأخرى:
الرأي العام والاتجاه:
يقصد بالاتجاه حالة استعداد عقلي وعصبي كوَّنته التجارب أو الظروف التي مرَّت بالفرد في الماضي. ويؤثر هذا الاستعداد تأثيراً توجيهياً على استجابات الفرد لجميع المواقف والأشياء التي تتعلق بهذا الاستعداد. ويُعَدّ من الأمور التي توشك أن تكون ثابتة ثبوتاً دائماً في الأفراد والجماعات.
الرأي العام والعادات والتقاليد:
العادات والتقاليد عبارة عن أنماط من الأفكار المختلفة تتناقلها الأجيال، حيث تتسم بطابع العمومية. وتُعَدّ إطارات لتفكير الجماعة وأعمالها ارتضتها الجماعة بمرور الزمن؛ ممّا أكسبها قضية قدسية واحتراماً. وتجدر الإشارة إلى أن العادات في حد ذاتها لا تكوّن رأياً عاماً؛ لأن الأنماط ليست موجهة نحو مشكلة ما، لكنَّها تسهم في تكوين رأي عام إذا ما حدث خروج عنها أو تغيّر في نمطها.
الرأي العام والعقائد:
يجب التمييز بين الرأي العام والعقائد، فالعقائد ليست آراء؛ لأن الآراء تخضع للحوار والنقاش والجدل، في حين أن العقائد يصعب الناس النقاش حولها لأنها من الأمور المُسلّم بها.
الرأي العام والإشاعة:
يخلط بعض الناس بين الرأي العام والإشاعة، حيث أنهم يفون الإشاعة بأنها رأي عام لم يستقر بعد، في حين أن هناك فرقاً كبيراً بين المفهومين، فالإشاعة لا تنتمي إلى شخص معين أو هيئة بذاتها، بينما نجد أن الرأي العام يتضمن شخصية ولو من الناحية النظرية، إذ يوجد الرأي العام فلا بُدّ من وجود جمهور مُعيّن يُعبّر عن هذا الرأي.
الرأي العام وانفعالات الجماهير:
هناك اختلاف واضح بين المفهومين ومفهوم الانفعال يعني حالة نفسية تنتاب الجماهير. ومن الانفعالات التي تنتاب الجماهير وتستثيرها الغضب، الحماس والخوف. وبما أن الانفعال حالة نفسية فإن هذه الحالة غالباً ما تزول. ويرجع السبب إلى ذلك؛ لأن أجلها قصير وتتغيّر من حالة إلى أخرى.
الرأي العام والمعرفة الثابتة:
فالرأي العام يُعبّر عن القضايا الجدلية الخلافية التي تتعدد فيها وجهات النظر، أمّا المعرفة فإنها تُعبّر عن حقائق. ومن ذلك فإن الرأي يعني الخلاف والتناقض وعدم الحزم بصحته، بينما المعرفة الثابتة تعني الرضا العام.
الرأي العام والحكم:
فالحكم يفترض فيه أن يأتي بنتيجة للتحليل الدقيق والعميق ومناقشة كافة الجوانب الموقف وتقييمه، قبل الوصول إلى الحكم، بينما الرأي لا يفترض فيه التحليل الدقيق والتعمق.
