مشكلات عدم وضوح اختصاصات إدارة العلاقات العامة:
يرتبط عدم وضوح اختصاصات إدارة العلاقات العامة مرة أخرى بنظرة المستوى الإداري الأعلى للعلاقات العامة واتجاهها نحوها، ففي بعض الأحيان تقوم الإدارة العليا إدارة وتخطيط العلاقات العامة بإنشاء إدارة مستقلة العلاقات العامة، عندما يكون اتجاهها نحوها إيجابياً، أمّا عندما لا تستشعر الإدارة العليا أهمية العلاقات العامة تفوض قسماً أو إدارة أخرى داخـل المؤسسة للقيام بوظائفها.
حيث يؤدي ذلك إلى عدم وضوح اختصاصات العلاقات العامة وعدم قيامها بمهامها على الوجه المناسب، وعلى سبيل المثال تقوم بعض المؤسسات بتحويل وظيفة العلاقات العامة إلى قسم التسويق، وتُعدّ وظائف التسويق العلاقات العامة مهمة للمنظمة، وبالتالي فإن إسناد وظيفة العلاقات العامة إلى قسم التسويق يفقد المنظمة إحدى الوظائف المهمة لديها وهي وظيفة العلاقات العامة.
وأحياناً يقوم قسم شؤون الأفراد بوظيفة العلاقات العامة؛ ممّا يجعله يُركّز في العلاقات العامة على شق واحد فقط وهو العلاقات بالعاملين أو العلاقات الصناعية فقط، دون وظائف العلاقات العامة الأخرى وأحياناً تقوم إدارة الإعلان بوظيفة العلاقات العامة؛ ممّا يجعلها تركز فقط على الاتصال الإعلاني دون الاتصال الإعلامي غير المدفوع، وفي بعض الأحيان تسند وظيفة العلاقات العامة إلى أقسام المبيعات، أو الإنتاج أو الشؤون الإدارية وغيرها من الأقسام.
ومما يجعلها تقصر في أداء مهام العلاقات العامة، المفترض أن تقوم بها في حالة وضوح اختصاصاتها أكثر من ذلك. وإن دلَّت المشكلة السابقة على شيء فإنما تدل على سلبية صورة العلاقات العامة لدى الإدارة العليا، إلى الحد الذي لا يمكنها من إنشاء إدارة مستقلة لها؛ ممّا يوجب تغيير هذه الصورة لتستقل العلاقات العامة بكيان إداري منفصل ومستقل؛ حتى تمارس وظائفها بحرية وتقود هذه المشكلة إلى المشكلة التي تليها، والتي ترتبط أيضاً بنظرة الإدارة العليا العلاقات العامة، وهو عدم وضع العلاقات العامة في مستوى إداري مناسب لها.
ويُثبت تقرير جمعية العلاقات العامة الأمريكية أن المستقبل سيكون باهراً بالنسبة لمهنة العلاقات العامة، إذا عمل بها أشخاص ذوو تعليم عالٍ، حيث أنه في الوقت الحالي لم تعد المقومات والسمات الشخصية تكفي للعمل في مجال العلاقات العامة، حيث أن العلاقات العامة الممتازة تعتمد على مدير وعاملين حاصلين على مجموعة كبيرة من المعارف النظرية الجيدة.
