تعزيز قضايا المرأة فـي قمة أولويات العمل الإعلامي في العالم العربي

اقرأ في هذا المقال


احتفالاً باليوم العالمي للمرأة 2017، قام برنامج الشرق الأوسط، والمبادرة العالمية للقيادة النسائية، ومشروع المرأة في الخدمة العامة في مركز ويلسون بجمع مقالات من 33 امرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الولايات المتحد، وغيرها للاحتفال بهذه المناسبة، حيث تم جمع إجاباتهم التي تغطي منطقة جغرافية واسعة ومجموعة واسعة من وجهات النظر في هذا المقال.

ابرز التحديات الي تواجه النساء في الوطن العربي

تواجه النساء في جميع أنحاء المنطقة، كما هو الحال في بقية العالم، مجموعة متنوعة من التحديات، منها نقص التمثيل في المجال السياسي، والإقصاء من القوى العاملة أو العوائق أمامها، وتداعيات قوانين الحالة الأسرية، والاعتداء الجسدي، وفي بعض الأحيان مسؤولية إعالة أسرهم بأنفسهم، حيث تواجه بعض النساء في المنطقة أيضًا بعضًا من أقسى الظروف الإنسانية، منها الصراع الذي لا ينتهي والمجاعة، والهجرة القسرية، والقهر للعنف الذي يستخدم كأداة للحرب، من بين أمور أخرى.

بينما ندرك حقيقة هذه المواقف الصعبة والعقبات الدائمة، فقد اخترنا هذا العام في يوم المرأة العالمي، موضوع المرأة تقود التغيير الإيجابي لتسليط الضوء على العمل المتنوع للمرأة في جميع أنحاء المنطقة الذين يواجهون هذه التحديات ويجعلون العالم مكان أفضل لأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم.

ما هو الوضع الحقيقي للمرأة في الشرق الأوسط وهل يمكن أن تكون حقًا آلية التغيير؟

يعتقد أن المرأة في الشرق الأوسط يمكنها المساهمة بشكل إيجابي في إصلاحات الدولة واستخدام قدراتها في حياتها المهنية لمزيد من التفوق في المجتمع ككل وأن تكون عاملاً للتغيير، في الوقت نفسه، هل يمكن للمرأة التي تعيش في منطقة غير مؤهلة وممكنة كفاية أن تساهم في إصلاحات الدولة؟

غالبا ما يتم تصوير النساء على أنهن ضحايا للنزاع، إنهم بالطبع مستهدفون، ويصبحون أرامل، ويعانون أكثر من غيرهم من تدهور القطاعات الاجتماعية، وهم من بين الضحايا الأكثر ضعفاً في حالات الحرب والصراع، ومع ذلك، فهم غالبًا هم الذين يطلقون آليات السلام ويضطلعون بأدوار اقتصادية جديدة، غالبًا بصفتهم أرباب أسر لذلك لا بد من الاستثمار في دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

من شأن تعزيز المساواة في التعليم أن يلعب دورًا محوريًا في سد الفجوة بين الجنسين بين الرجال والنساء، وكذلك الدفاع عن حقوق المرأة حتى تتمكن المزيد من النساء من تمهيد الطريق لمستقبل ناجح في الشرق الأوسط، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم المبادرات التي تسعى بشكل أساسي إلى تحسين الحقوق الاجتماعية والقانونية للمرأة في العالم العربي، أخيرًا، هناك حاجة لتمهيد الطريق للتغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإيجابية التي يمكن أن تمهد الطريق أمام تمكين المرأة في الشرق الأوسط وتحويل رؤاها إلى حقيقة واقعة.

تحديات متزايدة تواجهها النساء في ضل تدهور الظروف الاقتصادية

تمتعت المرأة تاريخياً بمستويات عالية من التعليم مقارنة بالنساء في دول أخرى في المنطقة، كما انخرط الكثيرون في نشاط اجتماعي وسياسي وعلى مر السنين، واجهت النساء تحديات متزايدة، وكانت دائماً المرأة هي في صدد مواجهة أكثر التحديات، وكلما تدهورت الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية، ازدادت إحكام القبضة الاجتماعية على حقوق المرأة وحرياتها وفرصها، بسبب الفقر والبطالة، نشهد زيادة في حالات الزواج المبكر والتسرب من الجامعة ومعدلات الطلاق، وكلها تجبر المرأة على الاعتماد على أفراد الأسرة الذكور.

ابتكرت المبرمجات الشابات مبادرات إرشادية لتشجيع النساء على الانخراط في العمل، حيث قامت ربات البيوت بإنتاج التطريز اليدوي والأطباق الفلسطينية التقليدية وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك، انخرطت النساء في مهن وأنشطة لكسر الحواجز والمحرمات الاجتماعية والمجتمعية؛ الآن، أصبحت النساء عداءات، ومشاركات في بطولات كرة القدم النسائية بالكامل، وضابطات أمن، وصيادين، وصاحبات مقهى ومطعم بهذه البساطة التي قد تبدو عليها هذه المواقف، إلا أنها بالكاد مقبولة في مجتمعات تقليدية.

على الرغم من القيود الشديدة المفروضة على وصول الأشخاص والمواد والسلع بالتزامن مع العزلة العامة عن العالم الخارجي، فإن النساء يكسرن الحواجز بخطوات صغيرة لكنها قوية ونأمل أن تستمر في القيام بذلك في المستقبل.

تمكين المرأة في الدول العربية ودور الإعلام في ذلك

ربما تخضع المملكة العربية السعودية للتدقيق أكثر من أي دولة أخرى في العالم تقريبًا فيما يتعلق بقضية تمكين المرأة، وبالتالي، كان الأمر بمثابة صدمة لمعظم الناس عندما تولت ثلاث شابات سعوديات أعلى المناصب المالية وتنافسية في كل من القطاعين العام والخاص خلال أيام من بعضهن البعض خلال أسبوع واحد لا يُنسى، دون أي جدال تقريبًا.

شوهدت المرأة السعودية أخيرًا وهي تصل إلى المناصب القيادية التي تستحقها، كما جاءت هذه الخطوات في أعقاب تعيين العديد من نائبات الوزراء واختيار السيدة السعودية، الدكتورة دلال النمنقاني، كأول رئيسة لجامعة مختلطة في المملكة العربية السعودية، من الواضح أن المملكة العربية السعودية تتغير بسرعة وأن الأدوار القيادية النسائية تنمو وتتقدم في كل من القطاعين العام والخاص وفي السنوات العشر الماضي، دفعت المرأة في المملكة العربية السعودية ونجحت في تنفيذ إصلاحات كبرى، لقد تمكنوا من الترشح والتصويت في الانتخابات.

بدأت الدفعة الثانية من البرلمانيات السعوديات، بحصة 20٪ من البرلمان السعودي المعين (مجلس الشورى)، خدمة مدتها ثلاث سنوات، بلغ التعليم العالي للإناث أعلى مستوياته على الإطلاق، ووصلت عمالة الإناث إلى 34 في المائة على الرغم من الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي عانت منها البلاد بسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط في عام 2016 والعديد من عمليات التسريح الرئيسية للعمال.

أبرز التغيرات الأساسية التي تطرأ على النساء وتؤثر في قدراتهن

ومع ذلك، لا تزال النساء السعوديات يكافحن من أجل إلغاء بعض قوانين الوصاية وتحديد سن الرشد (21 بالنسبة لمعظم النشطاء) وكذلك خيار القيادة، أعطت الخطوات الأخيرة التي تم اتخاذها، وعدم وجود جدل حولها، الأمل في أن المجتمع جاهز أخيرًا لمزيد من التغييرات الأساسية، كانت هذه التعيينات الأخيرة بمثابة أعمال عامة لإظهار قدرة المرأة السعودية على القيادة، هذا هو مفتاح تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني.

تدور هذه الخطط الشاملة حول تنويع الاقتصاد السعودي وضمان الاستدامة، جزء من ذلك يتطلب تحسين القائدات لخدمة بلدهن بشكل أفضل وإشراك النساء في المسيرة الوطنية للتقدم، لا يزال الناس يتصارعون مع المملكة العربية السعودية المتغيرة هذه وما زلت ترى بعض الصور النمطية القديمة يتم التلاعب بها، لكنها ببساطة لم تعد صحيحة.

في كل جانب من جوانب حياتها، تتشكل استقلالية المرأة وحريتها وفرصها من خلال الدرجة التي تدعم بها قوانين بلدها المساواة بين الجنسين، تعتبر قوانين الأسرة من أهم أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تحدد علاقات القوة بين الزوجين والآباء والأطفال.


شارك المقالة: