دور العلاقات العامة في المجال الإداري:
إن للجهاز الإداري دور فعالاً ويُعد الجهاز المنفذ لخطط التنمية؛ ممّا يكون من الضروري العمل على تطويره بشكل كبير لما يحمل من ترسبات وسلبيات الماضي، التي تشكل تحدياً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية فحسب، لكنه والإدارة ليست نتاجاً يمكن أن تتصف بأنها متقدمة أو محدثة هذه التنمية، وليس هناك دولاً بقدر ما هناك دول متقدمة أو متخلفة إدارياً متخلفة اقتصادياً في استخدام الثروات.
حيث أن التنمية لا تكتمل أساساً في كيفية استعمال القوى البشرية وجعلها تستخرج أفضل ما لديها من طاقات مبدعة، فالكثير من الدول النامية تعرف بالتحديد ما تريده، لكنها في أشد الحاجة إلى أن تعرف كيف تحقق ما تريده، وبذلك تكون حاجتها ماسة إلى إدارة ناجحة، حيث أن الإدارة تصبح يوماً بعد يوم أعظم في الموارد المتاحة في الدول النامية.
ويمكن للعلاقات العامة أن تساعد في التنمية القومية من خلال المجال الإداري على النحو الآتي، من خلال توعية العاملين في الدولة بالانتباه على المصلحة العامة من خلال تعاملهم مع الجماهير، أو من خلال القرارات والإجراءات التي يتم اتخاذها وتنفيذها.
كذلك زيادة وعي العاملين بالحرص الشديد على تكوين علاقات طيبة ومستمرة مع الجماهير التي تتعامل معها، حيث أن الموظف هو بمثابة ممثل للحكومة، وبصفته هذه يجب أن يحرص على أن يكون خير ممثل قادر على توثيق الروابط وتعزيز الثقة وتحقيق التعاون بين الجهاز الإداري والجماهير، وتفرض على الموظف الحرص على التعامل الجيد مع الجماهير وأداء واجباته بكل كفاءة وأمانة وباستمرار؛ حتى تصبح العلاقة الطيبة بين الطرفين علاقة دائمة.
وتقوم إدارة العلاقات العامة بتوعية وتعريف العاملين بأعمالهم ومسؤولياتهم إزاء جمهور المؤسسة، وإزاء إدارة المؤسسة، والتأكيد على تبادل المنفعة عن طريق تحسين الإنتاج والخدمات من خلال ما تقدم، ويتبين أن العلاقة بين العلاقات العامة والتنمية هي من نوع الصلات العضوية المتفاعلة والمتداخلة، من بداية العملية حتى، وإنما جاءت على نتائجها كما أن هذه الصلة لم تأت مصادفة أو عفوياً، على أسس علمية وموضوعية شاملة أكدتها العديد من تجارب الدول النامية.