ما هو دور العلاقات العامة في مواجهة مشكلات الجمهور؟

اقرأ في هذا المقال


دور العلاقات العامة في مواجهة مشكلات الجمهور:

قدَّم بول جاريت أحد رواد العلاقات العامة تعريفاً لها، يقول فيه إن العلاقات العامة في المجال التطبيقي لا تُعدّ أداة دفاعية لجعل المؤسسة أو المنظمة تبدو في صورة مخالفة لصورتها الحقيقية، إنما هي الجهود المستمرة من جانب الإدارة لكسب ثقة الجمهور من خلال الأعمال التي تحظى باحترامه، ورغم عدم وضوح عملية الاتصال التي هي جوهر العلاقات العامة.
وهذا التعريف أهم ما يميّزه عن غيره من التعريفات التي قدمت للعلاقات العامة إثباته على حقيقيتين أساسيتين، هما: أن العلاقات العامة من المهم أن تكون تعبيراً دقيقاً عن الواقع، كما أنها لا بُدّ أن تسمو بأعمالها إلى الدرجة التي تحظى باحترام الجمهور، فإذا كان الواقع سيئاً أو تشوبه بعض الشوائب، فينبغي تنقية هذا الواقع وتدارك ما به من أخطاء بدلاً من محاولة إخفائها أو تزييف الواقع بكلمات معسولة سرعان ما ويزول أثرها ويتم كشفها.
كما يجب أن تُساعد العلاقات العامة في مواجهة المشكلات التي تؤثر على الجمهور، من خلال الأعمال البناءة والجهود الحقيقية الهادفة التي تحقق الرضاء والرفاهية للمجتمع، ولقد تبين من معرفة مشكلات الجماهير في المجتمع أن الخلل الاقتصادي والاجتماعي الذي أحدثته قد خلق نوعاً من التوتر والصراع بين قيم المجتمع التقليدية، والقيم المستحدثة التي أتت بها المرحلة الجديدة، وأدى هذا بدوره مع التغيرات السياسية السريعة إلى بروز ظواهر غير مرغوب بها عند الجماهير وما ارتبط بهذه الظاهرة من أعمال عنف غير مألوفة.
وإذا كانت وظيفة العلاقات العامة في المؤسسات والمنظمات المختلفة هي تحقيق التفاهم والتوافق بين فئات المجتمع المختلفة، ولما كانت الدولة أكبر منظمة في المجتمع فإن مسؤوليتها في تحقيق التوافق بين فئات المجتمع تعلو مسؤوليتها أية مؤسسة أو منظمة أخرى، وإذا كانت العلاقات العامة تبدأ أولا في علاج الخلل، ثم يتبع ذلك الإعلام والإقناع واستعادة التوافق والتوازن المفقود.
ويتضمن أسلوب ممارسة العلاقات العامة التواصل مع الأفراد والجماعات، ومن وظائف هـذا التواصل تواجد التفاهم والتعاون وكسب التأييد وبناء صورة إيجابية عند الجمهور، والاتزان هـو أحد محتويات هـذا الانطباع الطيب، بالإضافة إلى أنه يُتيح لرجال العلاقات العامة على مواجهة المشكلات في هدوء واتخاذ السياسات الحكيمة التي تؤدي إلى التغلب عليها.


شارك المقالة: