ما هو فنّ المقابلة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المقابلة:

المقابلة هي محادثة ما بين شخصين أو أكثر، حيث تكون مبرمجة، مخطط لها و مسيطر عليها من قِبَل الشخص المعني بالمقابلة، وعليها يتم استخلاص المعلومات التي تهم الجماهير منها، فالمقابلة من خلالها يتم طرح الأسئلة المحددة على شخص معيّن تكون إجابتها مفيدة للجمهور أو لصياغة خبر متكامل يهم الجمهور.

المثلّث الذهبي للعمل الإعلامي:

إنَّ المهارات المطلوبة من الصحفي ليضمن وصول رسالته بشكل جليٍّ إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور وهي :
أولاً: الإيجاز حيث يعتمد مبدأ المباشرة دون مقدّمات طويلة ودون لفّ أو دوران مع التركيز على الأهم فالمهمّ فالأقلّ أهمية.
ثانياً: الدقة في المعلومات من دون تشعيب يشتت الموضوع الرئيسي ودون الإغفال عن تسمية المصادر وإعلانها إلَّا في الحالات الخاصة التي يجب تقليلها إلى الحدّ الأدنى خشية افتقاد المصداقيّة.
ثالثاً: الوضوح حيث يبتعد عن الفلسفة والتعقيد ولا يترك غامضاً إلَّا ويكشفه، أو استفساراً إلَّا ويجيب عليه ويبسّط ما هو معقّد.
وتشكل هذه المهارات ضلع المهنيّة وهو الضلع الأول في المثلّث الذهبي لمهنة الصحافة لمتساوي الأضلّاع (المهنية، قوانين، أخلاق).
الضلّع الأول: المهنيّة حيث إنّها لا تعمل إلا بوجود ضلّع القوانين والتشريعات الذي يكفل للصحفي حق الحصول على المعلومة وحق بثّها للجمهور، ونشر ما يصدر عليها من آراء وتعليقات.
حيث أنّه من الطبيعي أن يختل هذا المثلث وألَّا يعمل الصحفيُّون بكفاءة في حال لم تُشرّع قوانين لحماية الصحفي، ولم تنشط النقابات في الدفاع عنها ولم تطبّق حرية الرأي والتعبير أو حقوق النشر الملكيّة أو الفكريّة.
الضلّع الثاني: القوانين وهي من البديهي وجودها لتحديد ما هو مسموح أو محظور، حيث يلتزم الصحفي بالنزاهة وعدم التحايل.
الضلّع الثالث: أخلاقيات المهنة أو قواعد السلوك المهنيّ الذي يضعها الصحفيُّون أنفسهم ويسعون لتطبيقها، رغم أنّها لا تملك قوة قانونية تحاسب عليها السُّلطات .

أهميّة المقابلة:

هي طريقتنا للحصول على جزء كبير من المعلومات الجديدة، إنَّ المقابلة مثل غيرها من فنون العمل الصحفي بدأت في الصحافة المكتوبة، ولكنها تكاد تختفي من صفحات الصحف مقابل ازدهار وشعبيّة واسعة للمقابلات الإذاعية والتلفزيونية.
ففي حين تعطينا الأخبار، البيانات والكتب معلومات قيّمة، وتمكّننا المواقع الإلكترونية من الوصول إلى معلومات أخرى نجدها أحياناً بحاجة إلى تدقيق وتحديث ووضوح أو إلى معرفة مواقف الأطراف الفاعلة منها وأصحاب العلاقة بها.
سابقاً كنّا نرى المقابلات كاملة بطريقة سين جيم(س،ج) على صفحات الصحف، هذه المقابلات تكون محررة وفيها تقديم، اختصار ووصف مع إيراد للانطباعات حول الضيوف رغم قلّتها إلا أننا نرى استخداماً مكثّفاً لبعض أجزاء المقابلة في التقرير الصحافي وداخل جسم الخبر وهو ما أطلق عليه ب” الاقتباس”.

مجالات وكيفية استخدام المقابلات:

  • صياغة الخبر وهنا نحتاج إلى المعلومة الدقيقة المختصرة الواضحة من مصدرها الصحيح وفق شعار (دقّة،وضوح،إجاز) وعلي الصحفي أن يضع نصب عينيه للحصول على معلومات من الضيف ويغطي بها العناصر اللازمة لكتابة الخبر.
  • خلال نشرة الأخبار على الهواء مباشرة سواء مع سياسي أو شاهد عيان أو مراسل.
  • في التقرير، التحقيق والريبورتاج فتكون المقابلات مختصرة ويجري تحريرها لتدعيم ما يذكره التقرير وللاستشهاد على صحّة معلوماته.
  • في البرنامج الإخباري لأخذ موقف أو تعقيب أو متابعة مجريات حدث معين وللاستطلاع على آراء المواطنين.
  • في البرامج بشكل عام سواء الإخبارية أو الاجتماعيّة أو حتى الدينيّة.
  • للاستشهاد بالمقابلات أو بأجزاء منها صوتاً أو صورة أو اقتباساً مع تنصيص داخل جسم الخبر بحيث يُستخدم المقطع الحاسم أو البارز.

أشكال المقابلات:

المقابلات في الصحف:

تجري الصحف عادة عبر المراسلين أو طاقم التحرير مجموعة من المقابلات لتغطية شؤون الساعة أو للتعريف بالأشخاص، ويتم عرض المقابلات إما بطريقة السؤال والجواب بعد التحرير أو بإجراء عملية التقديم والاختصار دون الاعتداء على المعنى.
إنَّ العمل للصحافة المكتوبة يتطلب من المحاور تقديراً كبيراً لعامل الزمن وتوقيت الصدور، فالصحيفة ستصدر غداً وعندها يكون الجمهور مُشبعاً بكمٍّ كبير من التفاصيل التي أوردتها وسائل إعلام أخرى ذات سرعة في نقل الأحداث، وربما ظهر هذا الضيف ذاته على أكثر من وسيلة إعلامية، فعليه يجب على الصحفي أن يقود ذلك المتلقي لإجراء مقارنة نقديّة بين أداء الإعلاميين في الصحف، الإذاعات والتلفزيونات.
فعلى العاملين في الصحافة المكتوبة الاستفاده من عامل تأخير وقت الصدور لصالحهم بدلاً من أن يكون ضدّهم وذلك عبر البحث عن الضيف الأنسب بدلاً من الضيف المتوفّر في ساعة ومكان الحدث .
وإجراء الحوار بعد جمع قدر أكبر من المعلومات التي جمعها العاملون في الإذاعة والتلفزيون فضلاً عن إجراء الحوار في أجواء أكثر هدوءاً بدلاً من إجرائه في أجواء انفعاليّة، فحاجة القارئ للأجواء تتلاشى مع مرور الساعات على الحدث.

المقابلات في الإذاعة:

إنَ إجراء مقابلات على الهواء مباشرة أو داخل أستديوهات الإذاعة يتطلّب جهداً كبيراً من التنسيق حول الموعد والزمن المخصص للحوار بالإضافة إلى الموضوع، فلا بأس من إرشاد الضيف واطلاعّه على الأسئلة التي ستطرح خلال المقابلة.
يحتاج المذيع أحياناً إلى التعرّف على أسلوب حديث ضيفه لتسهل عليه مقاطعته أو معرفة إذا كان قد انتهى من إجابة السؤال لتوجيه سؤال آخر، فبعض المتحدّثين يتحدّث ببطء ويترك فراغاً طويلاً بين فقرة وأخرى.
إنَّ المذيع الذي أعد جيداً لمقابلته سيكون واثقاً من نفسه ومتحلٍّ بالهدوء حيث يكون قادراً على التعامل مع ضيفه بالشكل المناسب، والمذيع القدير يتمكَّن من معالجة أي خلَّل قد يطرأ سواء كان بانقطاع الصوت أو رداءة الاتصال أو حتى توقُّف الكهرباء فالاعتذار مطلوب، ويمكن بعدها كسب الوقت عبر إيراد المعلومات عن موضوع قيد البحث.

المقابلات في التلفزيون:

يحتاج العمل التلفزيوني إلى اعتناء بالمظهر، بالصورة، الألوان والديكور بحيث يكون التنسيق كبير بين طاقم عمل كبير العدد، فقد يكون الضيف رئيس الوزراء في مكتبهِ حيث تكون الكاميرات والمصورون في أماكن موزعة.
فالمقابلات التلفزيونية يجب أن تكون حصرية لأنّها ستكون دون شك مجهدة ومكلفة فلا بد أن يكون المضمون على درجة عالية من الأهمية ليوازي ما أنفق عليها من جهد ومال، وعليه فإنّ لأهمية الموضوع والسرعة المطلوبة لإنجازه هو ما يحدّد شكل وكيفية إجراء المقابلة.
فرئيس التحرير سيقوم بعملية دراسة جدوى سريعة قبل أن يتخذ قراراهُ، وبنظرة سريعة على ما تبثّه التلفزيونات من مقابلات في برامجها السياسيّة والإخباريّة، ستجد أنَّ عدداً كبيراً من المقابلات أُنجز بكاميرا واحدة سجلت إجابات الضيف.
وتبرز هنا تحديّات السلوك المهني والأخلاقي فالصحفي مطالب بإعادة تسجيل ذات الأسئلة رغم الإغراء الناجم عن حصوله على صياغة وزاوية أفضل لطرح السؤال بعد أن يكون قد حصل على إجابات من الضيف.

ممنوعات خلال إجراء المقابلات:

  • لا تطرح أسئلة مغلقة جوابها نعم أو لا.
  • لا توجّه أسئلة مزدوجة؛ لأنّه سيجيب على سؤال واحد والآخر لا.
  • لا تبالغ حتى لا يتم إحداث مشاكل مع الضيوف.
  • لا ترفع الكلفة مع الضيف لأنه سيقلل من هيبة الضيف.
  • لا تعقّد المواضيع لأنه سيحتاج إلى المزيد من الإجابات وبالتالي سيحتاج إلى المزيد من الوقت.
  • لا تستخدم كلمات عاطفية ممَّا يجعله يجيب على إجابة أخرى.
  • لا توجّه أسئلة طويلة فيها معلومات كثيرة تتطلب وقت كبير.
  • لا تقحم رأيك الشخصي بالتالي ستشكل مصدر إزعاج للضيف وللجمهور أيضاً فلا بدَّ أن تكون مُحايداً.

شارك المقالة: