أسباب انتشار الإشاعة:
الرغبات النفسية والحاجات العفوية كالأحلام والأماني:
مثل انتشار الإشاعة بين الموظفين بأن الترقيات ستصدر قريباً، حيث يرددونها؛ تعبيراً عن رغبتهم وأمنياتهم في إصدار هذه الترقيات، أو إشاعة تقول بأن الحكومة ستزيد بدل تعويض إضافي، فالإشاعة ليست مجرّد تعبير حرفي أو إرشادي لنقل المعلومات والوقائع وأن الأفراد يرددون الإشاعات لها مضمون الإشاعة. ولا يقصد غالباً مجرّد نقل الإشاعات أو معلومات معينة بقدر ما هي تُعبّر عن حالة معينة.
الخوف والقلق:
إن السبب الذي جعل الشائعات تتوالد وتتكاثر وتنتشر أصبح وباءً مدمّراً عندما تكون المعلومات متوافرة، فإن مشاعر الحيرة، القلق، الخوف، الرعب، كلَّها عوامل تُهيئ الأجواء لتخيّل وتصوّر أسوأ النتائج وبالتالي تروّج الإشاعات. ومثال على ذلك هو انتشار الإشاعة بين المواطنين عن الخسائر البشرية، التي أصابت منطقة معينة بعد كارثة محددة. وبهذه الحالة يستغلّ بعض الأشاخص حالات الخوف والقلق؛ استعداداً لأن يصدق كل ما يُقال له ويروّج عن قضية ما في حال غياب المعلومات الدقيقة.
مشاعر الكراهية:
كثيراً ما تكون الإشاعات تعبير عن مشاعر التنافس والغيرة والحق وصولاً إلى الكراهية، فهي تنتشر بين الناس وخاصة الذين يهز نفوسهم مضمونها المعبر عن الكراهية تجاه شخص أو مجموعة، حيث ينتشر هذا النوع من الإشاعات بين الأحزاب والأفرقة المعارضة أو المتنافسين على مركز ما.
الكشف عن مظاهر التوترات المتفاقمة الموجودة في داخل التجمعات:
يتم اعتبار الإشاعة مقياساً للحالة العقلية ذات الدلالة الوظيفية من حيث أن ذلك إشارة تنبيه أو تحذير؛ لِما في هذا التجمّع من اتجاهات. وإذ كانت الإشاعات في كثير من الأحيان تعتبر انعكاساً لبعض مشاعر المودة، فيمكن اعتبارها كذلك انعكاساً لمختلف الأنماط المرتبطة بمظاهر الكراهية ومشاعر العداء بين الأفراد والجماعات والدول والشعوب.
تهدئة التوترات الانفعالية:
تعمل الإشاعة على الإفراج عن دافع انفعالي أساسي، لكنها في الوقت نفسه تبرز ما يشعر به الشخص إزاء الموقف وتفسّر أمام نفسه وأمام الغير على ما يدفعه إلى هذا الشعور. ويرتبط ذلك بملائمة الانفعال الذي يتمثّل في استجابة الفرد الناضج انفعالياً استجابة مناسبة في الوقت المناسب، حيث تتفق هذه الاستجابة مع الظروف الموضوعة.