أنواع الاقتباس المستخدمة في الصحافة:
الاقتباس أو التنصيص المباشر:
حيث يقصد بها الاقتباس الأكثر شهرة واستعمالاً في الكتابة الصحفية، كما يقوم هذا النوع من التنصيص بالتأكيد على المصداقية المطروحة في الموضوع الإخباري، كما يسعى إلى تحقيق مجموعة من المزايا للقضايا أو الأحداث الإعلامية المعروضة منها:
- يعتبر التنصيص ذا صلة وثيقة بالقصص الإخبارية، بحيث تسعى إلى ربط الجمهور الإعلامي بالكاتب الصحفي، بالإضافة إلى أنَّها تريح القارئ المتلقي كما يقوم بإبداء رؤيته حيال الموضوع، والتي بدورها ترفع من مستوى المؤسسة الصحفية أمام المؤسسات الصحفية الأخرى.
- تُشعر علامات التنصيص القارئ المستهدف بأنَّ هذا الموضوع يحتل أهمية كبيرة من بين القضايا والأحداث الأخرى، وهو ما يساهم في جعل القارئ يواصل قراءته لجميع المحتويات الصحفية المتناولة.
- يعتبر التنصيص المباشر من أسهل أشكال الاقتباس المستخدم في النصوص الصحفية، كما يوضّح الأفكار الصحفية التي يتناولها الموضوع الإخباري المعروض، بالإضافة إلى أنَّه لا يسمح بظهور الأخطاء سواء كان تحريف أو تشويه في المعلومات الصحفية.
- يلعب التنصيص المباشر دور كبير في التأثير على الأخبار، حيث يوفر الفرصة أمام المحرر الصحفي أن يشارك عمله مع قسم التحرير ككل، بالإضافة إلى التعاون مع حارس البوابة الإعلامية أو المندوب الصحفي.
- لا يسعى التنصيص المباشر إلى تشويه الأحاديث الصحفية التي تم الحصول عليها، بحيث يتم نقل كافة الأقوال التي جاءت على لسان الشخصيات المتحدثة.
- يقوم التنصيص المباشر بالتأكيد على ضرورة أن تتناسب مع وحدة النص الإخباري، بالإضافة تقديم المعنى الواضح والصحيح للفقرات المقتبسة.
- يوفر التنصيص المباشر سمات متعددة للأخبار، حيث يتم استعماله في حال قيام الشخصية المتحدثة بالإدلاء بالمعلومات الهامة.
- يركز التنصيص المباشر على تفرد المؤسسة الصحفية في تناقلها للبيانات الصحفية التي حصلت عليها من خلال التنصيص، حيث تركز على الأساليب الصحفية وليس على المعنى الصحفي.
- لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ التنصيص المباشر لا يقتصر فقط على كلام الشخصيات المهمة، سواء كان مسؤولين أو موظفي الدولة، بل تتعدى لتشتمل على الشخصيات العادية وشهود العيان على الحدث.
الاقتباس غير المباشر:
حيث يقصد به الاقتباس يسعى إلى نزع كافة علامات التنصيص من النص، بالإضافة إلى إجراء بعض التغيرات البسيطة، سواء كان ذلك من خلال إسقاط بعض العبارات والجمل أو من خلال إجراء تعديلات على التعبيرات اللغوية المتنوعة، وليس كما هو الحال في إعادة الصياغة.
وعلى الرغم من التشابه ما بين الاقتباس غير المباشر وما بين إعادة الصياغة، إلا أنَّ الاختلاف يكمن في أنَّ إعادة الصياغة تقوم على الإيجاز والاختصار لبعض المحتويات غير الضرورية، بحيث يكون ذلك من خلال استخدام ما يسمى بالعزل واستخدام مهارات التلخيص الصحفية.
وعليه لا بُدَّ من التركيز على أنَّ الاقتباس غير المباشر يقوم على استعمال الإيجاز ولكن بشكل محدد، كما يسعى إلى استعمال المبادئ الصحفية الضرورية من مثل مبدأ العزل الأولي للمحتويات الصحفية ومبدأ اختيار ما هو مهم، كما يقوم المحرر الصحفي باستخدامه؛ وذلك من أجل عدم ضياع الفكرة الصحفية الرئيسية في الخبر.
كما يجب القول بأنَّ التنصيص غير المباشر يساهم في تحقيق الانسياب الصحفي، والذي يساعد الجمهور المتلقي على متابعة القراءة دون مواجهة علامات التنصيص، والتي تساهم في تقطيع النص الإخباري، بالإضافة إلى ذلك فإنَّه يكثر استعمال التنصيص غير المباشر فقط في النصوص الإخبارية العادية، مع أهمية التركيز على احتواء بداية الخبر أو مقدمته على العناصر الصحفية الناجحة.
التنصيص الجزئي:
يعتبر التنصيص الجزئي من أبسط أشكال الاقتباسات الصحفية، حيث يطلق عليه البعض بالاقتباس الناعم، كما يسعى إلى استخدام بعض العبارات التي بدورها تساهم في التأكيد على عدم التحيّز لجزء معين في النص الإخباري.
سلبيات استعمال التنصيص الجزئي:
- يسعى التنصيص الجزئي إلى إرباك الجمهور المتلقي، بحيث يكون ذلك من خلال لفت انتباهه تجاه علامات التنصيص، بالإضافة إلى أنَّه في معظم الحالات لا يعبّر عن معنى مهم في الحدث.
- يشتمل التنصيص الجزئي فقط على الكلمات المنفردة، والتي تساهم في عدم ثقة المتلقي بالمحتوى الصحفي بالإضافة إلى عدم تصديقه.
- يسعى التنصيص الجزئي إلى فصل الكلمات التي تشتمل عليها النصوص الصحفية، بحيث يكون ذلك من خلال تقسيمها بصورة غير مهمة أو بارعة وهو ما يساهم في تقطيع كافة العبارات والجمل.
- تسعى بعض المؤسسات الصحفية إلى الإسراف في استعمال التنصيص الجزئي دون أن يكون هناك مبرر لاستعمالها.