أهمية العلاقات العامة الدولية والتسويق الدولي:
ظهرت العلاقات العامة الدولية بعد حدوث عدد من المتغيرات الهامة، فقد زادت عدد الشركات التي تؤمن بأهمية انفتاحها على أسواق خارجية أبعد من أسواقها المحلية والقومية، كما ازدادت المنافسة وأشكال الصراع الدولي. واستخدمت أساليب للتعاون الدولي وأصبحت الرؤية الاستراجية للمتغيرات على مستوى الدولي، أمراً ضرورياً وحيوياً.
وجاء عصر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في السبعينات من القرن العشرين، ليعطي لهذه المتغيرات الاقتصادية دفعات قوية نحو مزيد من الاحتكاك والتفاعل والسبق، كذلك ليزيد من سرعة انفجار المعلومات وحداثتها وتغيراتها المتلاحقة وانتشارها بشكل يغطي أجزاء كبيرة في وقت قصير، أيضاً لتصبح المشاركة السريعة والمتلاحقة في المعلومات على مستوى العالم كله أمراً واقعاً ومؤثراً.
وكانت نتيجة ذلك كلّه مزيداً من التعقيد في العلاقات العامة الدولية بكل مجالاتها وأطرافها، ومزيداً من الصراع على المصالح الخاصة بين دول العالم ومزيداً من التخمة الإعلامية، التي يعجز العقل البشري عن استعابها والتوافق معها ومزيداً من الثقافات العالمية، ومع أن العلاقات العامة الدولية كانت معروفة منذ بداية الخمسينات وقبل حدوث كل هذه المتغيرات التي أكدت على أهميتها وضرورتها.
حيث أن الباحثون ينطلقون من حقيقة مضمونها أن العلاقات العامة الدولية ليست ترفاً ولا عملاً ثانوياً، إنما هي امتداد طبيعي لمهنة أثبتت وجودها داخل كل مجتمع، كما يمكن أن تثبت وجودها على المستوى الدولي بالتعاون مع التنسيق الدولي وتستطيع الشركات المتعددة الجنسيات برنامجاً اتصالياً فاعلاً، يهدف بشكل إيجابي في خدمة مصالحها العالمية.
وأن العلاقات العامة الدولية تستطيع أن تسهم في الوصول إلى جماهير الأكثر تأثيراً، على السلع والخدمات المسوقة دولياً داخل الأسواق الأجنبية في كل دولة مستهدفة وفي التوقيت المناسب وبالتكلفة المناسبة، كما أن العلاقات العامة الدولية تستطيع أن تسهم في إيجاد إطار فاعل، تتم داخله عمليات التسويق الدولي للسلعة أو الخدمة وبكفاءة عالية.
وأن العلاقات العامة الدولية تستطيع أن تسهم في التعرف على الأسواق الخارجية الجديدة الجديدة والمستهدفة، وأن تكشف الاحتمالات التي يمكن أن يستقبل بها المستهلكون داخل هذه الأسواق سلعة أو خدمة معينة، وأن تحدد برامج الاتصال المناسبة القادرة على تحقيق الأهداف التسويقية العالمية لمنظمة معينة.