الفروض في البحوث العلمية للعلاقات العامة:
المساعدة على بلورة مشكلة البحث:
عندما يتطلَّع الباحث على الدراسات السابقة حول موضوع بحثه، وعندما يتفحص دقة الفروض التي قامت عليها تلك الدراسات، فإنه يتكوَّن لديه تصوّر ذهني محدد بشأن المشكلة التي سيقوم بدراستها، فإن هذا التصور يساعد الباحث في أن يقوم بتحليل عميق للحقائق المتاحة والتفسيرات المحتملة، ومعرفة العلاقات بين عناصر موضوع البحث وربط هذه العناصر في سياق منتظم؛ الأمر الذي يساعد كثيراً في بلورة مشكلة البحث.
تحديد البيانات المطلوبة جمعها:
الفروض هي الدليل الذي يقود جهد الباحث صوب البيانات التي تتعلق بموضوع البحث، وبدون وجود هذا الدليل فإن الباحث لن يتمكَّن من تحديد البيانات، المطلوب جمعها، وبالتالي يستمر بجمع البيانات بكل ما يقع تحت يديه من دون تحديد لماهيتها، ويجد الباحث نفسه في النهاية خليط من البيانات غير المنظمة ويسير في طريق بحثه بأسلوب المحاولة والخطأ، وقد يعيش بحالة من الاتضطراب الذي قد يصل به إلى درجة اليأس؛ لأنه شتت جهده في اتجاهات مجهولة بدلاً من تركيزه في اتجاه واضح ومحدد.
تحديد تصميم البحث:
على ضوء الفروض التي يسعى البحث إلى التحقق منها، يتم تصميم الطريقة التي يؤدي تطبيقها إلى توصيل لنتائج تجعل هذا التحقق ممكناً؛ أي أن الفروض توجه إلى الإجراءات السليمة، فإذا كان لدينا فرض يقول أنه يوجد ارتباط موجب دال إحصائياً بين السن ومعدل قراءة الصحف، وفرض آخر يقول يزداد استخدام وسائل الإعلام بدلالة إحصائية لدى الذكور عن الإناث، فإن تصميم طريقة اختيار الفرض الأول سيختلف عن طريقة اختيار الفرض الثاني.
تنظيم عرض النتائج:
كما يتم تنظيم النتائج التي انتهت إليها الدراسة والنتائج التي تضمنتها النتائج وترتيب الجداول، من حيث موقعها في نتائج البحث ويتم الإجابة عليها في ضوء الفروض التي يسعها البحث إلى التحقق منها، فإن تنظيم النتائج بمعنى تصنيفها وتبوبها إنما يكون في اتجاه ما يتطلبه التحقق من الفرض، فالفرض القائل بأنه يوجد ارتباط موجب دال إحصائياً ويتطلب تنظيم النتائج في الجداول.
تفسير المشكلات البحثية:
إن الفروض تتضمن عملية تصوّر أو تخيّل ذهني للربط العقلي بين الحقائق المعروفة والحقائق المتصورة؛ أي أن الحقيقة والتخيل يكونان بفن ومهارة من خلال الفروض، ومع اتباع الطريقة العلمية في التحقق من الفروض يمكن التوصل إلى نتائج تفسر المجهول وتُساعد على استكشافه، فالفروض تقوم على وظائف العلم وتوضيح الأسباب المسؤولة عن الظواهر والأحداث والبحوث في العلاقات العامة لا تقتصر فقد على جمع البيانات وتبويبها ووصفها؛ إنما يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يقوم بتحديد المتغيرات والعوامل الكامنة والعلاقات البنائية التي تُفسّر الظاهرة محل البحث.