الطبيعة الخاصة لمهنة العلاقات العامة:
ترتبط العلاقات العامة بالمنظمات التي تعمل لها بعلاقة عضوية ووظيفية، فهي جزء متكامل مع الكل الذي تنتمي إليه وتؤثر فيه وتتأثر به، فهي لا تستطيع العمل والتأثير من خلال هذه العلاقة فكل السياسات المنظمة وقراراتها وإجراءاتها تنعكس عليها وعلى النتائج التي يمكن أن تحققها، وهي بهذه العلاقة تكتسب طبيعة خاصة تميزها عن المهن المتخصصة الأخرى.
فإدارة الشؤون القانونية، تعمل من داخل المنظمة ولكنها لا تأثر فيها ولا تتأثر بها، حيث تؤدي عملها بطريقة تكاد تكون منفصلة عنها وليس هذا من شأن العلاقات العامة. وينبغي النظر إلى العلاقات العامة على أنها مهنة متخصصة ذات طبيعة خاصة؛ لأن العلاقات العامة هنا ليست مهمة إدارة فقط ولكنها مهمة المنظمة، وهذا يعني أنه ينبغي أن تبدأ المنظمة بنفسها أولاً.
حيث تُصلح المنظمة منظرها المادي ومعاملاتها وسياساتها وإجراءاتها وتصرفاتها، كما تحترم مسؤوليتها؛ حتى تكون الأقوال التي تحاول إقناع الجماهير بها من خلال برامجها مطابقة بالفعل، لِما يجري على أرض الواقع وتكون الصورة التي رسمها خبير العلاقات العامة مطابقة تماماً للأصل. وإذا كان الناس ينخدعون بالكلمات أحياناً المعسولة، فإن الأفعال دائماً أبلغ تأثيراً ثم إن ما يراه الإنسان بعينه دائماً ما يكون أكثر إقناعاً بما يسمعه.
وقد أشار الخبيران الأمريكيان دافيد فن ونايل فوجيتا، إلى أنه من الخرافات السائدة عن العلاقات العامة، أن التخطيط الجيد لبرامجها يستطيع أن يخلق شخصية جديدة للمنظمة التي تعمل بها، لكن القاعدة البديهية هي أن برامج العلاقات العامة ينبغي أن تنبني على قاعدة أساس من الحقيقة. وأشار باوس، إلى أن العلاقات العامة تتضمن كل معاملات المنظمة مع جماهيرها.
وكما أشار هربرت للويد، إلى أن العلاقات العامة معناها أن تفعل الشيء الحسن لكي تكسب الثقة، فأنت تحصل دائماً على الثقة التي تستحقها. وهو يحدد العوامل الأساسية للعلاقات العامة كمهنة متخصصة في الشركات الصناعية في عدة مطالب أهمها، أن تحقق الشركة لنفسها تكاملاً صحيحاً، وأن توفر لنفسها سياسات صحيحة وقرارات سليمة وأنماط سلوك مقبولة على ضوء مصالح جماهيرها، وأن تعتمد على الحقائق الصادقة، وهي أن تتوجه البرامج إلى الجماهير.