العلاقة ما بين الرمزية وابتكار الفكرة في الإعلانات التلفزيونية:
في البداية لا بُدّ من الوقوف على مفهوم الرمزية، التي تكون مسؤولة عن عملية تحويل الطاقة النفسية إلى مجراها الطبيعي؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف ثقافية محددة، وبالتالي يكون من الضروري أن يدرك الإنسان الرموز الإعلانية ومن ثمَّ العمل على صياغتها. وقد توحي الرموز إلى أمور غامضة أي قد تحمل أكثر من معنى في طيّاتها، على اعتبار أنَّ السلوك الرمزي هو بمثابة سلوك إنساني؛ أي لا يستطيع أحد أن يفك الرموز أو أن يفهمها سوى الإنسان.
وقد تولد الرموز ومن ثمَّ تقوم بتحويل المظاهر الطبيعية الصامتة إلى مظاهر ومعطيات حيّة، وفي نفس الوقت فإنَّ الصوت يوحي بما توحي به الألوان وهو ما يجعل الرابطة ما بين المظاهر الطبيعية في وحدة شمولية. وتلعب الرموز دور في تفسير وجدان ومشاعر مبتكر الفكرة الإعلانية التلفزيونية؛ بحيث يقوم بربط الرموز المستخدمة بأشياء ملموسة؛ بحيث تكون حقيقة وهو ما يساهم في إثارة الجو النفسي لدى الجمهور المتلقي؛ بحيث يكون ذلك عن طريق الإيحاء بمصطلحات غير عادية، وفي نفس الوقت غير محدودة تحرك النفس وتثير مشاعرها.