ما هي العلاقة ما بين الكاتب الصحفي والقارئ؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة ما بين الكاتب الصحفي والقارئ:

إنَّ في الوسائل الإعلامية سواء كانت سمعية أو مقروءة أو مرئية جمهور ترغب بالتأثير عليه، بالإضافة إلى رغبتها في تحديد السمات التيبوغرافية التي يشتمل عليها الجمهور المحدد، كما أكدَّ علماء الاتصال على أنَّ الجمهور العام يختلف عن الجمهور المتخصص، كما يختلف الجمهور العام في الإذاعة عن التلفزيون وعن الصحافة والعكس صحيح.

وبالتالي تعتبر عملية القراءة للمحتويات الإخبارية من أهم المتطلبات التي تسعى إليها المؤسسات الإعلامية المتنوعة، كما تعتبر بمثابة متطلب حضاري قادر على التأثير على مستويات المعيشة لدى الجمهور المستهدف، بالإضافة إلى أنَّ القراءة الإخبارية تعتبر بمثابة فاصل بين الشعوب المتحضرة والشعوب المتخلفة والتي لا تجيد القراءة أو الكتابة.

كما تتعرض الوسائل الإعلامية المختلفة إلى مزاحمة كبيرة ومشاكل ساهمت في ضعفها وضعف تحريرها للمحتويات الإخبارية، حيث سعت القنوات الفضائية أو وسيلة التلفزيون إلى تقديم المحتويات الإعلامية بشكل كبير، بحيث ساهم ذلك في ضعف الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الصحفية، وذلك على الرغم من أنَّها أنجح الوسائل الإعلامية التي تتحكم في سرعة قراءة الخبر ومراجعته، لذا فإنَّ العلاقة التي تربط الجمهور القارئ بالكاتب الصحفي تعتبر علاقة تكاملية، بحيث يعتمد كل منهما على الآخر.

وعليه يسعى الكاتب الصحفي إلى بناء جسور من الثقة ما بينه وما بين جمهوره المتلقي، حيث يوفر له فرص أكبر من أجل تلقي المعلومات الإعلامية والسيطرة على الوسيلة، وهو ما ساهم في قدرته على الإدلاء بالمعلومات التي يراها الكاتب الصحفي ذات فائدة كبيرة على الموضوع الإخباري المراد عرضه.

بالإضافة إلى ذلك لا بُدَّ من التركيز على أنَّ العلاقة التي تربط كل من طرفي العملية الاتصالية متعلق بالفائدة والاختيار من جهة وما بين الجهد المقدم من جهة أخرى، وذلك على اعتبار أنَّ الاختيار للموضوعات الصحفية يعتمد بشكل كبير على الفائدة التي ينتظرها الجمهور المتلقي من الصحفي.

كما يقوم القارئ بتناول الصحف التي تتناسب مع أفكاره ومعتقداته، بالإضافة إلى تناسبها مع الإمكانيات المالية المتاحة ما بين يديه، وعليه يعتمد القارئ المستهدف على الموضوعات التي يضمن من خلالها المحافظة على السلامة اللغوية الإعلامية، مع أهمية التركيز على أنَّ ذلك مرتبط بالجهد الذي يسعى إليه من خلال الاستماع أو مشاهدة أو قراءة المحتويات الصحفية المنتشرة عبر المؤسسات الصحفية المختلفة.

العوامل التي تزيد من علاقة القارئ المستهدف والكاتب الصحفي:

  • لا بُدَّ من أن يكون المضمون الإعلامي ذا تأثير كبير على الجمهور المتلقي، وذلك من خلال التأكد من السلامة اللغوية، الدقة، الابتعاد عن المغالطات بالإضافة إلى التزوير، وهو ما يساهم في نقل المعلومات الإعلامية الأكثر وضوحاً وصحة، حيث تزداد العلاقة ما بين الكاتب والجمهور من خلال قيام الكاتب الصحفي الناجح بتقديم وتجسيد الموضوعات الإخبارية بطريقة سلسلة، ومن ثمَّ العمل على تقديمها من خلال كافة الوسائل الإعلامية أو معظمها.
  • لا بُدَّ من أن يكون العمل الكتابي الإعلامي جديداً بحيث يقدم كل ما هو جديد وموضوعي للجمهور، كما انه لا بُدَّ من الابتعاد عن عملية التكرار للحقائق والموضوعات الإخبارية؛ وذلك بسبب عدم تحقيقها لفائدة معينة بالنسبة للجمهور المتلقي، مع أهمية أن يتم صياغة الموضوعات الإخبارية بطريقة تجميعية إبداعية.
  • لا بُدَّ من أن يهتم الكاتب الصحفي بشكل دقيق في صياغة العمل الإعلامي، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات التي تركز على المقدرة الصحفية والمقدرة الإقناعية، بالإضافة إلى ذلك لا بُدَّ من الابتعاد عن ما يسمى بالمغالطات والتي تسعى إلى توتر العلاقة وفتورها ما بين الكاتب الصحفي والمتلقي.

كما يجب الابتعاد عن استعمال الكلمات من مثل العظماء أو الأبطال في القصص الإخبارية، وليس كما هو الحال في القصص الإنسانية والتي من الضروري استعمالها؛ وذلك من أجل إبراز دور البطولة فيها.

  • لا بُدَّ من أن يقوم الكاتب الصحفي بغمس قلمه في الموضوعات التي تهم حياة الناس، بالإضافة إلى الاقتراب منهم، مع أهمية الابتعاد عن المغالاة والتعالي في الكتابة للموضوع الإعلامي؛ وذلك من اجل عدم فهم القارئ للموضوع واستيعابه، كما أنه لا بُدَّ من وضع الحديث الإعلامي ما بين الطرفين في إطار أسمى والتفاعل معه من خلال اتباع الأفعال المستخدمة في الأحاديث الصحفية.
  • ضرورة أن يبتعد الكاتب الصحفي عن كافة الأشياء التي تؤثر على القارئ بشكل سلبي، من مثل استعمال كلمة إرهابي أو فدائي.

شارك المقالة: