برامج الاتصال لاستعادة التوافق بين العلاقات العامة والجماهير:
تُعدّ برامج الاتصال من البرامج المهمة من أجل استعادة التوافق بين المنظمة والجماهير، وكما تعني كلمة الاتصال في العلاقات العامة عملية تبادل المعلومات والآراء بين طرفين؛ بهدف تحقيق التفاهم المشترك بينهم، ومعنى هذا أن الاتصال في العلاقات العامة يجب أن يكون صاعداً وهابطاً في نفس الوقت، فالاتصال الصاعد يتمثل في معرفة القيادة أو الإدارة وآراء الجماهير واتجاهاتها، لكي تخطط السياسات وتتخذ القرارات بناء على معرفة واعية باتجاهات هذه الجماهير والمشكلات التي تواجهها.
وهنا تأتي وتظهر أهمية الخطوة الأولى ودورها في نشاط العلاقات العامة ويبقى أساسها، حيث أن تفسير وتقويم اتجاهات الجماهير التي لها صلة بالمنظمة وتراعي أي منظمة عند اتخاذ قرار محدد، أو اتباع أسس جديدة تأثير ذلك على الجماهير التي تتعامل معها، وإذا كان من المحتم اتباع سياسة معينة؛ لأنه لا بديل عنها وهذه السياسة تفرض تضحيات من أي نوع على الجماهير.
فلا بُدّ من تهيئة استعداد الجماهير لتقبل هذه التضحيات من خلال الإقناع بمبررات السياسة الجديدة، وتقديم قوى القدوة المشاركة في تحمل ما يطلب إلى الجماهير تحمله من أعباء، فمن أهم مبادئ العلاقات العامة الحكومية تهيئة الجماهير للتغييرات المرتقبة وتقديم القدوة من جانب القيادات الداعية إلى التغيير لتحمل آثاره ونتائجه، وإذا كان الاتصال الصاعد في العلاقات العامة هو أحد أسس التخطيط للسياسات والقرارات الجديدة.
حيث يُعد الاتصال الهابط من القيادة أو الإدارة والرؤساء إلى الجماهير أو المرؤوسين، هو حجر الزاوية في تحقيق والوصول إلى التفاهم القائم بين هذه القادة والجماهير، فالاتصال الهابط بشقيه الإعلامي والإقناع يىساعد ويساهم على تكوين وتطوير الرأي العام المستنير، ويمكّنه من المشاركة الفعالة والهادفة في تنفيذ السياسات والقرارات الجديدة على أكمل وجه ممكن.
وقد أكدت هذه الحقيقة وأثبتها السيدة أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند حينما قالت إن العلاقات العامة هي إحدى دعامات الديمقراطية، ولما كانت السياسات الحكومية والصناعية تتزايد تعقداً باستمرار، فإن العلاقات العامة تستطيع أن تجعل هذه السياسات واضحة للجماهير، وتمكنهم في نفس الوقت من الإسهام في رسمها أو ترك بصماتهم عليها.