تنظيمات الإدارات المتخصصة داخل منظمات العلاقات العامة:
يجب قيام الممارسات المهنية للعلاقات العامة من داخل المنظمات ويُعدّ لها أهمية في حالة الاستشارة الخارجية. فالإدارات المتخصصة تكون أقدر على التعامل مع المواقف التي تواجهها، وتكون أسلاع وأكثر استمرارية فهي ليست نشاطاً مؤقتاً، لكنها نشاط موقوت بينما الاستشارة الخارجية تعكس هذه الحقيقة تماماً، فتجعل منها نشاطاً مؤقت؛ لأنها تنتهي بمجرد انتهاء الموقف الذي يواجه العميل.
ومن المعروف أن المواقف الإنسانية معقدة ولا يمكن الحكم على نهايتها ببساطة وهذا يعطي للإدارات المتخصصة مكانة أقوى في الممارسة المهنية للعلاقات العامة، وطبيعة العلاقات العامة أن توفر لهذه الإدارات المتخصصة داخل المنظمات التي تقيمها، عدد من الاعتبارات العامة خاصة كنشاط مميز بنوعية معينة، وتوفير هذه الاعتبارات جميعها يعطي لتنظيم هذه الإدارات المتخصصة مضمونه وأهميته.
ويُقصد بالاعتبارات العامة، ما ينبغي أن يتوفر لجهاز العلاقات العامة من صفات، كجزء من الهيكل التنظيمي لكل منظمة، فليس جهاز العلاقات العامة مجرد تجمع بشري غير هادف، لكنه حشد للإمكانيات بشرية وفنية ومادية من نوعيات خاصة، ومنظمة بطريقة هادفة لتحقيق الوظائف محددة، وهذا يفترض أنه يجب أن يتوفر لهذا الجهاز عنصراً للنظام والاستقرار بكل ما يعنيه من أسس قواعد لتحقيقها.
ويُقصد بالاعتبارات الخاصة، أن العلاقات العامة لا تُعد نشاطاً إدارياً بحثاً مثل أي إدارة أخرى داخل الهيكل التنظيمي للمنظمة، لكنها نشاط جماهيري، حيث يُعدّ جوهرة الاتصال. والاتصال من الناحية العلمية ينبغي أن يتوفر له ظروف معينة حتى يمكن أن يتحقق الهدف منه. وهذه الظروف هي التي نُعنيها بالاعتبارات الخاصة، ولا شك بأن هذه الاعتبارات بنوعيها يُكمل كل منهما الآخر.
وحيث يتم من خلال هذه الاعتبارات أن يتشكلان معاً الأسس والقواعد، التي يقوم عليها تنظيم الإدارات المتخصصة للعلاقات العامة، داخل المنظمات العلاقات العامة على أن يكون واضحاً أن هذه الأسس والقواعد والاعتبارات ليست جامدة، إنما ينبغي لها أن تصبح أن تتمتع بالمرونه والحركة والبساطة الكاملة؛ حتى تتوافق وتتناسب مع جميع الحالات والعوامل الطارئة التي تتعرَّض لها المنظمة، كذلك إمكانياتها المتاحة وجهود العاملين وخبراتهم الشخصية والفنية وطاقاتهم في العمل.