عناصر تحليل مؤسسات العلاقات العامة:
شخصية المنظمة:
تتكوَّن الشخصية الإنسانية للفرد العادي من فكر وسلوك. والفكر هو الذي يُحدد للفرد وهدفه والكيفية التي يتحقق من خلالها مشوار حياته والسلوك اللفظي والفعلي، يُعبّرعن الفكر وينقله إلى الواقع، فيحتك بعناصره ويتفاعل معها ويتلقى العقل ردود فعلها، فيعدل السلوك أو يغيّره بالكيفية التي تؤدي إلى علاقات ومعاملات سليمة ومتوازنة وتتفاعل مع البيئة المحيطة.
والشخصية الاعتبارية للمنظمة لا تختلف كثيراً عن الشخصية الإنسانية للفرد، فهي أيضاً نتاج لتكامل الفكر والسلوك خلال تفاعلها مع العناصر الداخلية والعناصر الاجتماعية الخارجية. والفكر هُنا أن أي منظمة تختار أيدلوجية مناسبة لنفسها؛ لكي تحقق لها وضوح الأهداف وسبل تحقيقها. والسلوك يعني كل ما يصدر عن المنظمة من سياسات وقرارات ومعاملات وكل ما يتصل بها من علاقات وتفاعلات.
البناء الوظيفي للمنظمة:
يطلق على البناء الوظيفي للمنظمة صفات اقتصادية أو فنية ويلي في الأهمية شخصية المنظمة، فهي بتحريكها له بكيفية معينة، تحقق أهداف المنظمة ووظائفها في المجتمع وكل ما يصدر عن هذا البناء من حركة وتفاعل، إنما هو تعبير عن شخصية المنظمة بكل فكرها وأنماط سلوكها، بمعنى أن بناء الوظيفي انعكاس لفكرة الإدارة العليا وحركته عمّا يمليه من سلوك لفظي وفعلي.
ويعني الهيكل التنظيمي البناء الوظيفي والكيفية التي تثنظم بها المنظمة، التي تراها الإدارة العليا مثالية لتحقيق الأهداف المقصودة بأقل التكاليف المُمكنة وبأقل جُهد ممكن. وتُعتبر كلها مبادىء لتخدم المصلحة العامة للمنظمة، دون اعتبارها تحقيق لمصالح العاملين. ويتم تقسيم الهيكل التنظيمي إلى تقسيمات فنية وإدارية ويعطي كل تقسيم سلطة ومسؤولية والتي تُشكّل لكل فرد دوره الوظيفي في المنظمة.
البيئة الاجتماعية للمنظمة:
البيئة الاجتماعية للمنظمة لها تعبير جغرافي واجتماعي. والبيئة الاجتماعية تُعتبر بكل عناصرها ومواردها المادية والبشرية والفنية، فالمنظمات تستمد عناصر حياتها باستمرار وتطور من الإمكانات التي توفرها لها البيئة الاجتماعية. والبيئة الاجتماعية تعبير اجتماعي بكل ما فيها من جماعات ومنظمات وقوانين وعادات وتقاليد ومعاير، كذلك أنماط سلوك مقبولة وغير مقبولة وعلاقات وتفاعلات بين الأفراد والجماعات.
والبيئة الاجتماعية تُعني تبادل التأثير مع المنظمات التي تنتمي إليها. ويُمكن تصوّر هذا التأثير المتبادل، إذا نظرنا إلى هذه المنظمات على أنها أشخاص اعتبارية يجري عليها ما يجري الأشخاص العادين، فكل شخص يتأثر ببيئته الاجتماعية بكل ما فيها وبكل من فيها ويؤثر عليها وعليهم، حيث يظل التفاعل طوال مراحل النمو والنضج.